بعد مرور قرابة شهر ونصف على شن الدول الملكية السنية الحرب ضد اليمن، تجد السعودية نفسها في موقف حرج للغاية، فهي لم تنجح في تحجيم قوة الحوثيين وقوات عبد الله صالح. في المقابل بدأت أراضيها تتعرض لهجمات ومنها احتلال مواقع، وتنتظر وصول قوات برية أجنبية لمواجهة الحوثيين.
ورغم الاعلان الرسمي عن توقيف عاصفة الحزم التي هي غارات طيران ضد القوات الحوثية وقوات الجيش اليمني، يحصل بين الحين والآخر قصف جوي في محاولة لمنع تقدم القوات اليمنية. وبعد هذه المدة، أصبح على الشكل التالي:
أولا، عجز غارات الطيران للدولة المشاركة ومنها المغرب في وقف تقدم الحوثيين وقوات الجيش اليمني في مختلف مناطق البلاد بما فيها عدن جنوب البلاد، وسقطت يومه الأربعاء منطقة التواهي التي كانت آخر معقل لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ثانيا، توجيه الجمعيات الحقوقية انتقادات قوية لقوات عاصفة الحزم باستعمال قنابل محرمة دوليا مثل القنابل العنقودية. ويفسر الخبراء العسكريون اللجوء الى هذه القنابل بعدم نجاح الطيران في وقف تقدم الحوثيين وقوات الجيش اليمني، وبالتالي الرهان على خسائر بشرية أكبر في صفوف القوات اليمنية.
ثالثا، ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف المدنيين اليمنيين جراء القصف الجوي، مما يضع بعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة في موقف حرج، ويدفع الأمانة العامة للأمم المتحدة بضرورة وقف الحرب.
رابعا، صدور تقارير لخبراء في القانون الدولي ومنها ما نشرته الواشنطن بوست بعدم شرعية هذه الحرب، كما أن الأمانة العامة للأمم المتحدة ترفض الاعتراف بشرعية ما تقوم به الدول الملكية السنية في مواجهة اليمن.
خامسا، العجز البين للقوات السعودية على تأمين حدودها في مواجهة الحوثيين، حيث بدأت قوات حوثية وقبائل في قصف مدن سعودية مثل النجران بل والسيطرة على مواقع بالقرب منها. وتجري هذه التطورات في وقت تطالب فيه السعودية من دول مثل السنغال وإريتيريا إرسال جنود.
سادسا، لم تتسبب الحرب في شرخ في صفوف القوات الحوثية والجيش المدني، بل أصبح اليمنيون يعتبرون أن السعودية تحتقرهم وتهيمنهم، وهو ما يولد ردود فعل معاكسة.
وهكذا، فبعد مرور قرابة شهر ونصف، أصبح النزاع اليمني-الملكي العربي مفتوحا على كل الاحتمالات ومنها الحرب البرية، علما أن قوات يمنية بدأت تزحف نحو الجنوب السعودي.