افتتاحية: ألف بوست وحديث البداية
على درب قناعات إعلامية وثقافية تخرج ألف بوست، منبرا صحفيا رقميا جديدا مغربي الهوية وإن بامتدادات جغرافية لا نهائية تشمل مناطق الاغتراب، إلى القارئ الرقمي العربي وخاصة المغربي، تخرج ألف بوست لتصدع بتجربتها في الكون الإعلامي الرحب، وأملها ألا تصبح مجرد رقم إضافي في هذا الكم اللامتناهي من العناوين الصحفية. تخرج كذلك وهي واعية أن تحقيق هذا الهدف لا يتأتى من باب الكم بل من درب النوع، والمراهنة على البروز النوعي هو ما يبرر خروجها.
على صهوتي المهنية والتجربة تسعى هذه الصحيفة في أن تتحول إلى جسر تواصل مع القارئ المغربي والعربي وتلبي تطلعاته نحو إدراك متميز لأحداث وطنية ومتوسطية ودولية تعني المغرب، وتعنى ثقافته واقتصاده وسياسته وقضاياه الدينية والاجتماعية والفكرية، وتهتم بمشاغل الاغتراب المغربي.
هكذا يبدو طموح ألف بوست مجسدا في مشروع إعلامي رقمي مكتمِل في ذهن طاقمه، يتطلع إلى إنزاله إلى الواقع مع تطور حياة هذه التجربة الصحيفة الرقمية. تؤمن ألف بوست أن سرعة الخبر هي أحد المتطلبات الحاسمة في عالم تداول الأخبار على النت، لذلك انتخبت لنفسها استراتيجية مهنية محددة لضمان الحيز الزمني المعقول الذي يضمن حيوية الخبر. وفي مقابل ذلك ومن أجل التحكم في ذلك التدفق السريع للخبر والمعلومات، سوف يغدو التحليل الرصين للأحداث، وتقديم رؤية متكاملة لها ترتكز على فهم خلفية الحدث وتأثيراته المستقبلية، وجها أساسيا من وجوه المعالجة الإعلامية في الفضاء الرقمي لألف بوست.
سوف تعمد الصحيفة الرقمية إلى تعزيز مجالات المعالجة الإعلامية لقضايا المغرب المختلفة وذلك بدعم حيز إخباري وتحليلي يهتم بالشؤون الخارجية للمغرب معتمدة على رصد تفاعلات المغرب مع محيطه المباشر وغير المباشر، في ظل التشابك المستمر للعلاقات الدولية. في هذا السياق سوف تولي الصحيفة أهمية خاصة للعلاقات الخارجية مع دول مثل إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة والجزائر ودول الجوار الأخرى وتكتلات كبرى مثل الاتحاد الأوروبي، فهي تدرك بأن معرفة وازنة لشركاء المغرب في المجال الخارجي يتطلب معرفة السياسة الخارجية والداخلية لهؤلاء الشركاء.
كما ستولي ألف بوست اهتماما حيويا وبارزا لعالم الهجرة وقضاياه المتعددة، ستجتهد في تغطية الاغتراب المغربي ومواكبة أخبار أبرز تجمعات المغاربة في العالم، فالمهاجرون المغاربة يشكلون 13% من مجموع الشعب المغربي، ودورهم في الحياة المغربية لافت وغير قابل للتجاهل، وأملها من ذلك كله أن تتحول، على نحو ما، إلى ملتقى رقمي وصحفي تهوي إليه أفئدة المغتربين المغاربة من كل فجاج العالم.
وسعيا في ترسيخ إطلالة نوعية وإعلامية مميزة، خصصت ألف بوست حيزا من رقعتها الصحفية للأخبار والتحاليل والمعالجات والتقارير التي تتداول منطقة أمريكا اللاتينية، الغائبة بشكل لافت عن الاهتمام الإعلامي العربي، علما أن هذه المنطقة تحجز لنفسها موقعا قويا في الساحة الجيوسياسية، ويبقى رهان ألف بوست هو وضع القارئ المغربي والعربي في قلب هذه التحولات التي تشهدها هذه المنطقة، وبلورة رؤية إعلامية مغربية للعالم وأحداثه.
وفي سياق تنويع ألف بوست لمضامينها ورؤاها فإنها تعتزم إدراجَ بعض المحتويات بلغاتها الأصلية مثل الفرنسيةِ والإسبانيةِ والإنجليزيةِ، رغبةً منها في ربط قارئها بمصادرَ ومضامينَ كونيةٍ.
وتتطلع ألف بوست للعمل جنبا إلى جنب مع التجارب الإعلامية الأخرى ذات الاهتمام والمجال المشترك والمساهمة قدر المستطاع في تطوير الصحافة الرقمية في المغرب.
تعتمد ألف بوست، في الخروج إلى الناس، على طاقم صحفي راكم تجارب مهنية صحفية في منابر إعلامية وطنية ودولية، وأغناها بمسار أكاديمي يعزز حجم الوعي والإدراك الناضج بخصوصية هذا الممارسة. يتطلع هذا الطاقم، وأغلب أعضائه مقيمون في الخارج، إلى خوض تجربة إعلامية جديدة، تكون إضافة صحفية نوعية له في مساره المهني، متسلحا في ذلك بمقتضيات أخلاق المهنة الصحفية وشرفها، همه من ذلك كله اكتساب المصداقية لدى قراء صحيفته.