أعرب المغرب عن استياءه الكبير من تراجع مسلسل السلام في شمال مالي، ولم يتردد في اتهام أطراف معينة بالانتهازية بسبب سياستها في تسيير ملف مفاوضات مالي ومحاولة فرض واقع بآليات غير مناسبة، ويشير بشكل واضح الى الجزائر التي تشرف على المفاوضات بشكل منفرد.
وجاء موقف المغرب في بيان رسمي نشرته الخارجية في موقعها في شبكة الإنترنت ليلة الجمعة 3 أبريل الجاري، حيث أشاد بالدينامية التي كان يعرفها الملف عندما كان تحت إشراف المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ولاحقا ” أصبح التعامل مع الملف المالي يتم بطريقة انتهازية، من قبل أطراف معنية بشكل مباشر، وبعيدا عن السياق القانوني والإقليمي الذي دعت إليه الأمم المتحدة”، حسب نص البيان.
ويرفض المغرب في البيان نفسه طريقة المفاوضات الجارية حول شمال مالي والتي تتسم ب ” بواسطة تهديدات أو مناورات تخويف أو ابتزاز، خصوصا من قبل أطراف لا تحظى بأي شرعية للقيام بذلك، والتي عملت دوما على زعزعة استقرار المنطقة. كما لا يمكن مواصلة التعامل مع مالي باعتباره “حديقة خلفية خاصة” أو “حقلا للتجارب”.
ورغم عدم تسميتها بالإسم، فبيان دبلوماسية الرباط يقصد بشكل مباشر دولة الجزائر التي تشرف على مفاوضات مالي في الوقت الراهن، وهي المفاوضات التي تتعثر ولم تنجح بعد.
وكانت الجزائر قد عمدت الى الانفراد بملف شمال مالي لأنها تعتبر المنطقة من نفوذها وعمق أمنها القومي، واستبعدت أي دور للمغرب في هذه المفاوضات.
ويعتبر البيان المغربي من البيانات القوية التي تصدر عن الخارجية تجاه الجزائر، الأمر الذي سيزيد من توتر العلاقات الثنائية بين البلدين التي تشهد قطيعة تقنية في الوقت الراهن.