تعتبر مشاركة المغرب في عاصفة الحزم ضد القوات اليمنية بزعامة الحركة الحوثية وقوات عبد الله صالح مختلفة عن إرسال الجنود الى العربية السعودية سنة 1991، فالأولى كانت بهدف حماية حدود السعودية بينما الثانية المشاركة الحربية مباشرة.
وكان الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قد قام بغزو الكويت صيف 1990، وكانت مغامرة فتحت الشرق الأوسط على الفوضى الحالية. وبادر الغرب بتشكيل تحالف دولي يحمل اسم “عاصفة الصحراء” للضغط على صدام حسين لمغادرة الكويت.
ووجد المغرب نفسه في موقف حرج للغاية، فهو حليف الغرب كما أنه حليف الدول الملكية الخليجية وخاصة العربية السعودية. وساد تخوف كبير وقتها من مغامرة صدام حسين ضد السعودية بعدما تموقعت قواته في الحدود السعودية.
ولتحقيق توازن بين رأي عام مغربي مناهض للحرب وكان جزء منه يؤيد صدام حسين وقتها، وجد الملك الراحل صيغة توفيقية للتضامن مع السعودية بشكل يجعله لا يتورط في التحالف الدولي.
وأوضح الملك وقتها في خطاب له يوم 1 فبراير 1991 إرسال جنود مغاربة للدفاع عن حدود العربية السعودية ضد أي مغامرة عسكرية عراقية. وفي الوقت ذاته، اعتبر في بيان يوم 14 فبراير من السنة نفسها “القوات المغربية للدفاع عن العربية السعودية ولن تخضع لقوات التحالف”.
وبعد مرور 24 سنة، يجد المغرب نفسه مجددا في الخريطة الحربية لشبه الجزيرة العربية أو الخليج العربي برمته. وقرر المغرب هذه المرة المشاركة في ضرب القوات الحوتية وقوات عبد الله صالح تحت ذريعة “الدفاع عن شرعية الرئيس منصور هادي”.
وتؤكد وزارة الخارجية في بيان لها الأسبوع الماضي أن المشاركة تأتي ضمن التضامن العربي مع العربية السعودية، بينما يؤكد الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي في بحر الأسبوع الجاري أن مشاركة المغرب لا تعتبر مشاركة في الحرب بل عملية للدفاع عن الشرعية، وساوى بين هذا التدخل والآخر ضد حركة داعش في العراق.