عادت الأحزاب القومية الكتالانية الى مفاجأة حكومة مدريد بطرحها تحدي جديد من خلال الإعلان عن خارطة طريق تقود الى استقلال كتالونيا عن اسبانيا في ظرف سنتين، وتهدد الحكومة بمواجهة ما تعتبره انفصالا وتفادي تكرار سيناريو كوسوفو في اسبانيا.
وتميزت سنة 2014 بمواجهة قوية بين حكومة كتالونيا التي تتمتع بالحكم الذاتي والحكومة المركزية في مدريد، بلغت أوجهها عندما نظمت الأولى استفتاء شعبيا يوم 9 نوفمبر الماضي انتهى الى تأكيد رمزي عن الاستقلال عن اسبانيا.
وفي الوقت الذي كان الجميع يعتقد بتراجع مطالب القوميين، يعلن أكبر حزبين في كتالونيا وهما حزب التوافق الديمقراطي وحزب اليسار الجمهوري الكتالاني يومه الاثنين في برشلونة عن خاطرة طريق جديدة تتعلق باستقلال كتالونيا التي تقع شمال شرق اسبانيا، و تتضمن ما يلي:
في المقام الأول، المشاركة في الانتخابات الخاصة بالحكم الذاتي يوم 27 سبتمبر المقبل ببرنامج نقطته الرئيسية والأساسية هي الاستقلال عن اسبانيا وتأسيس جمهورية مستقلة.
في المقام الثاني، إعلان دستور خاص بكتالونيا بعد مرور عشرة أشهر عن الانتخابات التشريعية الخاصة الحكم الذاتي.
في المقام الثالت، الإعلان الأحادي عن استقلال كتالونيا عن باقي اسبانيا بعد مفاوضات مع اسبانيا والمؤسسات الدولية وبعد استفتاء ستكون نتائجه ملزمة، وتؤكد الخارطة بإعلان الاستقلال إذا فشلت المفاوضات السياسية والسيادية.
ورفضت حكومة مدريد برئاسة ماريانو راخوي يوم أمس الثلاثاء مطالب القوميين الكتالان ومعارضة أي انفصال عن الوطن الأم اسبانيا. وتبنى الحزب الاشتراكي المعارض الموقف نفسه. ومن جهتها، شنت الصحافة الوطنية حملة ضد الإعلان الجديد. وكتبت جريدة الموندو في افتتاحيتها أن الإعلان الأحادي للاستقلال لا يمكن أن تقبله المجتمعات الديمقراطية وأنه لا يمكن تكرار حالة استقلال كوسوفو في اسبانيا. بينما كانت الصحافة القومية اليمينية مثل لراثون قوية في انتقاداتها للحزبين الكتالانيين.
ومن خلال خاطرة الطريق الجديدة، يؤكد الشعب الكتالاني تشبثه بالانفصال عن اسبانيا، وهو حلم يراوده منذ مدة طويلة، حيث سبق في الماضي إعلان ثلاث مرات الجمهورية الكتالانية، وكان آخرها غبان الثلاثينات من القرن الماضي.
ومن ضمن الأسباب التي تدفع القوى الكتالانية الى اتخاذ هذا التحدي الجديد هو ظهور أحزاب جديدة ومنها حزب “سيودادانوس” الذي يتمتع بقوة نسبية في كتالونيا ويعارض استقلال الإقليم، كما أن الحزب اليساري الجديد بوديموس يستمر في تبني موقف غامض وإن كان يميل الى وحدة البلاد. وتتخوف الأحزاب القومية من تراجع تأثيرها مستقبلا وبالتالي ستفشل في استقلال الإقليم.