يرغب الاتحاد الأوروبي في مراجعة سياسة الجوار التي اعتمدها منذ سنة 2003 مع جيرانه، وذلك لمواجهة التحديات الكبرى في المجال الأمني والاقتصادي، وتمتد هذه المراجعة الى المغرب، هذا الأخير الذي يعترف بتراجع جودة العلاقات بسبب ملفات متعددة منها الصحراء والصادرات الزراعية.
وكشف الاتحاد الأوروبي عن هدف بلورة الرؤية الجديدة في ندوة صحفية يومه الأربعاء لكل من الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك فدريكا موريغيني والمفوض المكلف بسياسة الجوار جوهان هان.
وتبرز موغيريني في الندوة “الاتحاد الأوروبي سيراجع سياسته نحو جيرانه لمواجهة التحديات في منطقة الشرق وفي منطقة الجنوب والتي تتمثل في ملفات مثل الضغط الاقتصادي والهجرة غير النظامية والمخاطر الأمنية”.
ويواجه الاتحاد الأوروبي ملفات شائكة مثل ملف أوكرانيا الذي يهدد بامتداد الحرب الى أوروبا في إطار طموحات روسيا وضغط الهجرة غير النظامية وكذلك الإرهاب علاوة على استيعاب صادرات الدول الجيران.
وكان الاتحاد الأوروبي قد بدأ في إرساء سياسة الجوار سنة 2003 مع دول مثل المغرب والجزائر وتونس والأردن ومصر ودول أوروبا الشرقية التي لم تنضم بعد الى الاتحاد الأوروبي. وعاد سنة 2011 لمراجعة سياسته بعد اندلاع الربيع العربي مركزا على تقديم المساعدات للشعوب في العالم العربي. ويؤكد الخبراء فشل هذه السياسة الأخيرة، حيث لم يتعهد الاتحاد الأوروبي بدعم واضح للديمقراطية.
وتؤكد موغيريني اختلاف أجندة جيران الاتحاد الأوروبي بين دول ترغب في تطوير العلاقات الى مستوى الاندماج مثل أوكرانيا ومولدافيا وجيورجيا ودول أخرى تنسحب تدريجيا من التعاون الوثيق وتميل الى روسيا، ثم إشكالية دول الجنوب التي بدورها لها أجندات مختلفة.
ويعتبر المغرب دولة معنية بهذه التطورات لسببين، الأول وهو ما يمثله الاتحاد الأوروبي من شريك رئيسي سياسيا واقتصاديا، فهو يستوعب أكثر من 60% من المبادلات التجارية، والسبب الثاني هو تراجع جودة العلاقات المغربية-الأوروبية، وكان وزير الخارجية صلاح الدين مزوار قد اعترف بذلك في تصريحات سابقة.
وعلاقة بالنقطة الأخيرة، يعتبر الاتحاد الأوروبي سواء تقارير المفوضية أو البرلمان الأوروبي حول الصحراء من مصادر قلق المغرب في هذا الملف الذي يعتبره استراتيجيا في دبلوماسيته وأمنه القومي.
وعمليا، يوجد تقصير من طرف الاتحاد الأوروبي في تطوير العلاقات مع الجار الجنوبي المغرب، ويوجد فشل المغرب في نهج دبلوماسية استباقية لاحتواء بعض المواقف ومنها في الصحراء. وارتفعت أهمية المغرب للاتحاد الأوروبي خاصة في مجال الأمن مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية بينما تعاني العلاقات السياسية والاقتصادية من تراجع الجودة.