بدأت القوات العراقية بدعم كبير من الإيرانية وإشراف جنرال إيراني بدء عملية محاصرة وطرد مقاتلي الدولة الإسلامية داعش من تكريت ومدن في منطقة صلاح الدين شمال بغداد، وهو ما يعزز دور طهران لاعبا إقليميا أساسيا وتراجع دور دول مثل العربية السعودية والإمارات ومصر.
وتفيد مختلف وسائل الاعلام العراقية والعربية في منطقة الشرق الأوسط مثل العالم الان والجزيرة تقدم قوات عراقية ومقاتلي الأهالي في تجاه مدينة تكريت لاستعادتها من مقاتلي داعش، وقد حققوا تقدما هاما لأول مرة منذ الصيف الماضي عندما انهار الجيش العراق مما سمح بتقدم مليشيات المتطرفين.
ويبقى الأساسي في هذا التقدم، كل ما تؤكده وسائل الاعلام بإشراف جنرال إيراني قاسم سليماني على تسيير هذه المعارك، ويحدث هذا لأول مرة بشكل بارز وعلني. وتفيد التقارير الميدانية بتقدم القوات العراقية بدعم من إيران وبدء انهيار خطوط دفاع حركة داعش. وهذه التطورات تفيد بما يلي:
في المقام الأول، استحالة صمود مقاتلي داعش كثيرا أمام تقدم قوة نظامية مجهزة ومدربة بشكل جيد قوامها المقاتلين الإيرانيين، وهنا سيتم تكرار سيناريو قضاء فرنسا على مقاتلي تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في المعارك التي دارت شمال مالي لعجز المقاتلين عن مواجهة قوات متدربة على مستوى عال.
في المقام الثاني، تقدم داعش خلال الشهور الماضية يعود الى انهيار الجيش العراقي كما حدث في مالي بانهيار القوات المسلحة لهذا البلد الإفريقي، حيث يهرب الجنود ويصبح تقدم المتطرفين عملية سهلة لغياب أدنى مقاومة.
في المقام الثالث، بعد مساعدتها الحوثيين في القضاء على القاعدة وتحجيم دورها في اليمن، ومساعدة نظام بشار الأسد على الصمود والمقاومة في وجه مختلف التشكيلات المسلحة، تعمل إيران على تحجيم وجود مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق في أفق القضاء على هذه الحركة أو على الأقل طردها من كبريات المدن.
في المقام الرابع، تجري هذه التطورات التي تصب في صالح إيران على حساب الدول السنية في المنطقة وعلى رأسها العربية السعودية التي لا تجد لنفسها فضاء في مواجهة داعش بل ويتهمها مسؤولون أمريكيون سابقون مثل الجنرال ويسلي كلارك بدعم داعش رفقة الإمارات العربية المتحدة.
وفي حالة سقوط تكريت، وهو أمر وارد للغاية، قد تغامر القوات العراقية بدعم من الإيرانية وربما بشكل غير مباشر من الأمريكية بالتوجه نحو مدينة الموصل لتحريرها، وتكون بذلك بداية نهاية داعش في العراق.