مع اقتراب موعد إحياء الذكرى الرابعة لانطلاق حركة 20 فبراير، أجمع فاعلون حقوقيون وسياسيون وأكاديميون، خلال ندوة نظمها “المجلس الوطني لدعم حركة20 فبراير”، بمقر نادي المحامين مساء الثلاثاء 17 فبراير، (أجمعوا) على “تخبط” الحركة في العديد من المشاكل و المعيقات التي عجلت بأفولها، لكن بالمقابل استعرضوا جملة من الإنجازات التي حققتها، واضعين بدائل و سبل من أجل النهوض بها و إعادة إحياءها في ظل التراكمات الحالية، و التطورات التي تعرفها البلاد.
وأبرز معاذ حجري، عضو الكتابة الوطنية لحزب “النهج الديمقراطي”، خلال مداخلته، ما أسماه “تكالب القوى الرجعية على الثورات العربية، ومن ضمنها الحراك الشعبي بالمغرب الذي قادته حركة 20 فبراير”.
وكشف الحجري، عن تحالف “الإسلامويين” مع السلطة محملا إياهم قسطا كبيرا من المسؤولية فيما يخص خفوت الحركة، لكن بالمقابل أكد المتدخل على أن 20 فبراير، مستمرة ولن تموت لكونها تمثل الأمل الديمقراطي للشعب المغربي في الفترة الراهنة، ولازالت قابلة للنهوض والقيام بمهمتها التاريخية.
من جهته، أشار عبد اللطيف حسني، أستاذ العلوم السياسية، ومدير مجلة “وجهة نظر”، إلى أن الظروف الموضوعية التي تولدت بسببها حركة “20 فبراير” كانت أقوى من نظيراتها في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، إلا أنها تميزت بصعود الإسلاميين إلى السلطة اتخذوا بعدها إجراءات في حق المغاربة “تُعتبر الأسوأ منذ فجر الاستقلال”.
واعترف حسني، أيضا، بكون الحراك الشعبي بالمغرب يمر بمرحلة كمون و اندثار، في انتظار أن تتوفر الأدوات التي ستسمح بالخروج للشارع من جديد أما الظروف الموضوعية، في نظر حسني فهي “متوفرة”.
وأكد المتحدث، على أن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تصدع حركة “20 فبراير”، هي اتسام مطالبها بالغموض، وتواجد من أسماهم بـ”الإنتهازيين”، من داخل الفسيفساء المُشكل لها، إضافة إلى خفوت دور المجلس الوطني لدعمها.
مداخلة الناشط الحقوقي والنقابي عبد الحميد أمين، كانت أيضا تصب في نفس آراء حسني و حجري، فقد أقر المتدخل بأن الحركة تعيش أوضاعا صعبة في الفترة الأخيرة، بسبب التدخل الإمبريالي و المشاكل الداخلية، إلا انه أكد على أنها روحها لازالت حاضرة، وحية، تناضل ضد الفساد و الاستبداد من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.
وقال أمين: “إن 20 فبراير حصلت على دعم شعبي كبير من المثقفين و البرجوازيين لكن سرعان ما رتب المخزن أوراقه من خلال القمع و العنف و المناورة المتجسدة في خطاب 9 مارس، ثم إقرار دستور ممنوح يشبه الدساتير الممنوحة السابقة، إضافة إلى إعمال إجراءات جزئية، مثل إطلاق سراح بعض المعتقلين و توظيف بعض المعطلين، والتحاور مع النقابات من أجل إسكات الحناجر التي تنادي بمحاربة الفساد”.
ولخص عبد الحميد أمين، أسباب خفوت الحركة في نظره، في ثلاثة أسباب أساسية، هي “تجاهل دور الإمبريالية، وعدم إقرار حرية العقيدة كشرط أساسي في بناء الدولة المدنية أو العلمانية، وعدم تجسيد المساواة بين فئات المجتمع بصفة عامة وبين الجنسين بصفة خاصة”.
وأشار أمين ايضا إلى أن من الأسباب التي عجلت باندثار حركة “20 فبراير”، “الخلافات حول الشعار الأساسي للحركة، وانسحاب جماعة العدل و الإحسان، وضعف تواجد القوى الديموقراطية، وضعف التنظيم في التنسيقيات، تقلص الحضور في الجموعات العامة، الضعف التنظيمي ، ضعف التنسيق بين جناحي الحركة، العامل الخارجي المحبط مثل تجارب مصر ليبيا سوريا اليمن ..”، إلا أن أمين شدد على أن الوضعية الحالية “تؤكد أن الظروف لازالت متوفرة من أجل النضال ضد المخزن”.