يتبنى الاتحاد الإفريقي سياسية ضغط حقيقية على المغرب، وتتجلى الخطوة الجديدة في إحياء أنشطة في الجانب الآخر من الجدار الفاصل في الصحراء المغربية، الأمر الذي يشكل سابقة حقيقية في تاريخ هذا النزاع.
وكانت القمة 24 للاتحاد الإفريقي قد انتهت الأحد الماضي في أديس أبابا بتبني سلسلة من الإجراءات الرامية الى الرفع من الضغط على المغرب ومنها مطالبة منتدى كريس مونتانا بعدم عقد مؤتمره الدولي في مدينة الداخلة. لكن الأخطر هو ما كشفت عنه جبهة البوليساريو بتنظيم أنشطة في المنطقة المتواجدة في الجانب الآخر من الجدار الفاصل في الصحراء.
وأقام المغرب جدارا فاصل يمتد على مسافة طويلة جدا، وبقيت المناطق ما وراء الجدار بدون حراس، ويقيم البوليساريو بنيات سكنية في منطقة تفاريتي شمال اسمارة ما وراء الجدار. وكان يرغب في إقامة مقر ما يسمى بحكومة الصحراء. وتعتبر تفاريتي أهم مركز سكني ما وراء الجدار. وعمليا، تعتبر هذه الأراضي مغربية.
وقرر الاتحاد الافريقي في خطوة حساسة وشائكة، إحياء أنشطة في هذه المنطقة لدعم جبهة البوليساريو. وموقف الاتحاد الإفريقي يعتبر مثيرا للغاية ويضع المغرب في موقف حرج، حيث لا يمكن من الناحية السياسية عدم الرد أمام الأمم المتحدة.
وهذه ثان خطوة شائكة يقدم عليها الاتحاد الإفريقي في ظرف شهور معدودة، بعدما كان قد عين خلال يونيو الماضي مبعوثا خاصا في نزاع الصحراء وهو رئيس الموزامبيق السابق خواكيم شيصانو.
ويتزعم الاتحاد الإفريقي في الوقت الراهن رئيس زيمبابوي روبر موغابي الذي يعتبر من أشد المدعمين لجبهة البوليساريو والأكثر معارضة للمغرب في الاتحاد الإفريقي.