رفضت الدولة الإسبانية منح اللجوء السياسي الى حسنة أعليا، وهو صحراوي محكوم بالمؤبد في أحداث أكديم إزيك التي خلفت مقتل عدد من قوات الأمن المغربية. ورغم الحكم لم تقدم على تسليمه الى السلطات المغربية بل تفضل مغادرته للبلاد، بينما بدأ ملفه يحظى باهتمام سياسي وحقوقي.
وكان القضاء العسكري المغربي قد أصدر حكما بالمؤبد في حق حسنة أعليا ضمن الحكم على مجموعة أكديم إزيك، ولكنه استطاع الانتقال الى اسبانيا قبل صدور الحكم عليه، علما أن الأمن المغربي كان قد اعتقله وأفرج عنه قبل إعادة محاولة اعتقاله بعدما ظهرت أدلة جديدة ضده.
وتقدم حسنة أعليا بطلب اللجوء في اسبانيا لسببين، قوة التعاطف مع الموجود في اسبانيا مع موقف جبهة البوليساريو، والسبب الثاني يتجلى في اعتبار بعض القضاة الإسبان أن بلدهم اسبانيا مازالت مسؤولة إداريا في الصحراء في أعين الأمم المتحدة.
ويجهل حتى الآن هل رفضت اسبانيا تسليم حسنة أعليا الى المغرب رغم أن المغرب يعتبره مجرما أم أن حكومة الرباط لم تتقدم بطلب تسليمه رغم أنه أصدر مذكرة اعتقال في حقه.. ويرفض الجانب المغربي تقديم توضيحات في هذا الشأن، بينما اكتفت اسبانيا بمطالبة أعليا حسن مغادرة أراضيها.
وعمليا، تنتهي مهلة المغادرة غدا الأربعاء 4 فبراير الجاري، ولم تكلف اسبانيا نفسها اعتقال حسنة أعليا المتواجد في اسبانيا. وفي المقابل بدأ يحظى بدعم قوى سياسية وحقوقية من خلال تعاطف برلمان الباسك وتوقيع نواب أوروبيين عريضة للتضامن معه ومبادرة لإنشاء لجنة برلمانية في البرلمان الإسباني للتعريف بقضيته.
وتحاول القوى السياسية والحقوقية المتعاطفة مع جبهة البوليساريو تحويل حسنة أعليا الى حالة جديدة من “أميناتو حيدر” سنة 2010 عندما أضربت عن الطعام للضغط على المغرب للعودة.
ويبقى التساؤل العريض: في ظل التعاون المتين بين المغرب واسبانيا في مجال الأمن ومجالات أخرى، لماذا ترفض اسبانيا ترحيل حسنة أعليا الى المغرب؟ موقف يطرح تساؤلات حول نوعية التعاون وكيف يراه كل جانب.
وتفيد معطيات الواقع الى إحجام حكومة مدريد تسليم حسنة أعليا للمغرب خوفا من ردود فعل سياسية وحقوقية لاسيما في ظل تغيير الوضع السياسي في المغرب، وأنها تفضل مغادرته للبلاد لتفادي مشاكل مع المغرب.