في تصريحات مفاجئة وغريبة، استبعد وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار وجود أزمة بين الرباط وباريس، وتحدث عن لقاء خلال الأسبوع المقبل بين وزير العدل مصطفى الرميد والفرنسية كريستيان توبيرا لمعالجة قضايا عالقة.
وجاءت تصريحات مزوار، والتي نقلتها الجريدة الرقمية هسبريس خلال استقبال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني يومه الثلاثاء، حيث أكد على غياب أزمة شائكة بين المغرب وفرنسا.
وكشف زيارة مصطفى الرميد الى باريس لبحث ملفات التعاون القضائي، لكنه لم يذكر نهائيا توفير الحماية من المتابعة لمسؤولين مغاربة أمام القضاء الفرنسية، وذلك على خلفية قضايا ضد عدد من المسؤولين المغاربة بتهم التعذيب.
وقد تشكل زيارة الرميد الى باريس ولقاءه بتوبيرا انفراجا جديدا في العلاقات الثنائية بحكم أن التوتر يعود الى قرار القضاء الفرنسي ملاحقة مسؤولين مغاربة بفرضية التعذيب. في الوقت ذاته، تعتبر زيارة الرميد، بروتوكوليا، بمثابة رد على زيارة كريستيان توبيرا التي قامت بزيارة المغرب سابقا.
في غضون ذلك، تشكل تصريحات مزوار بعدم وجود أزمة بين الرباط وباريس مفاجئة من مفاجآت الدبلوماسية المغربية. فطيلة الشهور الماضية، أنتجت الدولة خطابا قويا تجاه فرنسا بتوجيه أوصاف مثل القوة الاستعمارية، وشارك مزوار بدوره في الخطاب في تجمعات حزبية.
كما جرى تجميد زيارات متتالية بين البلدين، آخرها الزيارة التي كان ينوي مزوار القيام بها الى باريس الجمعة الماضية. ولم يسبق أن سجلت العلاقات بين باريس والرباط جمودا في الزيارات بما في ذلك خلال بداية التسعينات عندما وقعت أزمة نتيجة كتاب “صديقنا الملك” حول الراحل الحسن الثاني.
ولهذا، فالحديث عن غياب أزمة بين البلدين يدعو الى الكثير من التساؤل بعد كل الضجة الإعلامية والسياسية التي وقعت.