ضرورة تجاوز الأحكام المسبقة وضرورة اتخاذ المغرب مبادرات لتحسين صورته في اسبانيا، هذه من ضمن النتائج الرئيسية للمؤتمر الدولي الذي احتضنته كلية الآداب في مدينة تطوان الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري تحت عنوان “صورة المغرب في الإعلام الإسباني”.
وهذا المؤتمر الذي نظمته شعبة اللغة الإسبانية في كلية الآداب وأشرفت عليه لجنة علمية ترأسها عن الجانب المغربي عبد الرحمان الفتحي وعن الجانب الإسباني جوريت بيدمار عن جامعة إشبيلية عرف مشاركة عدد من الباحثين الأكادميين والصحفيين من اسبانيا والمغرب. وقدم الفتحي في مداخلته الأهداف الرئيسية لهذا المؤتمر التي ترمي الى تعزيز جسور التعاون وتصحيح الصور النمطية.
ومن أبرز المداخلات في هذا المؤتمر الذي شهد مشاركة كبيرة لطلبة من اسبانيا والمغرب، العرض الافتتاحي الذي ألقاه بيررنابي لوبيث من جامعة أوتونوما في مدريد والذي أبرز الرؤية التوجسية للرأي العام الإسباني عبر مختلف المراحل التاريخية لأسباب متعددة، مؤكدا أن الكثير من الإسبان حاولوا تحسين صورة المغرب عبر الصحافة والكتب ولكنهم سقطوا في فح الأبوية، مما جعل أعمالهم لا تعطي نتائج.
وقدم جمال بنعمر من جامعة عبد الملك السعدي استطلاعا للرأي أنجزه في صفوف المثقفن الجامعيين حول مختلف جوانب صورة المغرب، حيث خرج بنتائج متعددة تختلف وفق طرح الأسئلة وتختلف نقط معالجتها، وتراوحت بين الصورة النمطية السلبية وبين بعض الصور الإيجابية. وتحدثت الصحفية زبيدة الفتحي مديرة النشرة الإسبانية في القناة التلفزيونية الأولى عن هذه النشرة ومدى التواصل مع الرأي العام الإسباني المهتم بالمغرب. وتأسفت للموارد المحدودة التي لا تساعد على تطوير هذه النشرة لتلعب دورا رئيسيا في الدفاع عن صورة المغرب لدة الجيران. وذهبت الصحفية ألدون في هذا المنحنى عندما عاتبت وسائل الاعلام الإسبانية على التقصير في إدراك المغرب.
وركز الباحث والأستاذ عادل الفرطاخ من جامعة عين الشق الدار البيضاء على المرأة المغربية المهاجرة في وسائل الاعلام المغربية، وكيف يؤدي التعامل السلبي معها الى تغييب أي دور لها.
وقدم الصحفي إغناسيو سيمبريرو عرضا حول التطورات التي تعيشها العلاقات المغربية-الإسبانية وكيف يتم التعامل معها إعلاميا ومن ضمن ذلك ملف الصحراء. كما تحدث عن معالجة الباييس للعلاقات الثنائية. وركز خافيير أوتازو، مراسل وكالة إيفي في الرباط على ملف الصحراء، حيث قدم صورة مفصلة حول تعدد الرؤى في المجتمع الإسباني لنزاع الصحراء، وانتقد غياب هذه التعددية في الإعلام المغربي، مبرزا كيف يتسبب في توتر العلاقات الثنائية.
واستعرض الصحفي حسين مجدوبي مراحل تشكل صورة المغربي في المخيال الإسباني منذ قرون عديدة، حيث أصبحت صورة سلبية تتوارث، واعتبر أن وسائل الاعلام تعكس الوضع غير الصحي للعلاقات الثنائية. وانتقد المغرب بسبب عدم وعيه بأهمية إحداث مرصد لمتابعة صورة المغرب في الخارج في وقت يكتفي فيه بالنقد فقط مطالبا الآخرين بتبني رأيه بدل الرهان على استراتيجية الإقناع.
ومن جهته، رأى العميد السابق لكية علوم الإعلام في مالقا بيرناردو دياث نوستي أن العالم تحكمه مفاهيم العولمة وأنه حان الوقت لتفادي التركيز على الماضي والانتقال ال البحث عن مفاهيم جديدة لفهم المستقبل. وطرح الصحفي خوسي لويس نافازو الإشكاليات الاستراتيجية التي تتحكم في العلاقات المغربية-الإسبانية في مختلف المجالات مثل العسكرية والحدود البحرية وإشكالية الإرهاب ضمن أخرى.
وشهد المؤتمر مداخلات من قبل تلك التي شارك بها كريستيان ريتشي حول الأدب المغربي باللغة الإسبانية وكيف يساهم في تقديم صورة عن المغرب موقعة من طرف أدباء مغاربة.
ويشكل هذا المؤتمر قفزة نوعية في معالجة صورة المغرب في الإعلام الإسباني لأنه حاول رصد وفهم تلك المفاتيح التي تتحكم في تشكيل الصورة الإعلامية للمغرب في إعلام دولة استراتيجية