خرج أكثر من ثلاثة ملايين فرنسي في مختلف مدن البلاد للتنديد بالعمليات الإرهابية التي استهدفت باريس هذا الأسبوع وخلفت مقتل 17 شخصا من ضمنهم صحفيي أسبوعية شارلو إيبدو. ولم يشارك المغرب في المسيرة الكبرى بسبب حمل متظاهرين صورا تسيئ الى الرسول.
وفي رد على العمليات الإرهابية التي جرت ضد أسبوعية شارلو إيبدو وخلفت مقتل 12 شخصا ومقتل شرطية ثم مقتل أربعة أشخاص في متجر يهودي، خرج أكثر من مليون شخص مساء اليوم الأحد في العاصمة باريس للتنديد بهذه المجازر التي تعتبر مرعة في تاريخ فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية. وانطلقت المسيرة من ساحة الجمهورية وانتهت في ساحة الأمم.
وتميزت المسيرة في باريس وكذلك في عشرات المدن الأخرى مثل بوردو ومرسيليا بمشاركة مكثفة للمسلمين الفرنسيين الذين أرادوا التعبير بقوة أن ما يجري لا يمثل الإسلام بل هو إرهاب حقيقي.
واعتبرت جريدة لوفيغارو نقلا عن مصادر متعددة أن تظاهرة باريس هي من أكبر التظاهرات في تاريخ فرنسا، وهي تعادل تظاهرة تحرير فرنسا وعودة الجنرال شارل ديغول سنة 1945 وكذلك مراسيم دفن الكاتب الكبير فيكتور هيجو سنة 1986 التي قيل أنه حضرها مليوني فرنسي.
وشارك في التظاهرة التي قادها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند عدد من رؤساء الدول ومنهم رئيس مالي إبراهيم كيتا وملك الأردن عبد الله الثاني والمستشارة الألمانية أنجليكا ميركل ورئيس حكومة اسبانيا ماريانو راخوي والرئيس الفلسطيني أبو مازن
وقدم وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار التعازي والتضامن المغربي مع فرنسا في لقاء مع الرئيس فرانسوا هولند. إلا أن المفاجأة كانت في الغياب عن التظاهرة، حيث جاء في بلاغ للخارجية المغربية أن غياب مزوار وكذلك السفير المغربي يعود الى رفع متظاهرين رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول. وكان المغرب قد أشار في بيان صادر يومه السبت 10 يناير عن عدم مشاركته في التظاهرة في حالة رفع صور تسيئ للنبي.
ورفع متظاهرون نسخ من أعداد مجلة شارل إيبدو وبعضها يتضمن رسوما كاريكاتورية للرسول وكانت سببا في الهجوم الإرهابي الذي نفذه الشقيقين كواشي على مقر الجريدة يومه الأربعاء 7 يناير، حيث تم قتل 12 من الأشخاص أغلبهم من كبار محرري ورسامي الأسبوعية.