تعرضت أسبوعية “شارلي إيبدو” الفرنسية لعملية إرهابية الأخطر من نوعها ضد منبر إعلامي في تاريخ الصحافة، وذلك بعد مقتل معظم المشتغلين فيها على يد كوماندو متطرف إسلامي نفذ العملية يومه الأربعاء 7 يناير وخلف مقتل شرطيين آخرين لتكون الحصيلة 12 قتيلا.
ويعتبر هذا الهجوم أكبر عمل إرهابي تتعرض له فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، واستهدف أسبوعية شارل إيبدو بسبب الرسومات التي كانت قد نشرتها حول النبي محمد: وكانت الأسبوعية الساخرة قد تعرضت سابقا لتهديدات بسبب هذه الرسوم، وتم إحراق المقر سنة 2011، وتتعرض الآن لعملية تصفية خطيرة بعدما اقتحم كوماندو مكون من شخصين وفتح النار على الصحفيين.
وحصد هذا الاعتداء الإرهابي 12 شخصا، عشرة منهم من هيئة الصحفيين في الأسبوعية وعلى رأسهم كبار الرسامين والصحفيين. وسبق لبعض وسائل الاعلام أن تعرضت لعمليات مسلحة وإرهابية، ولكنها المرة الأولى في تاريخ الصحافة العلمية يتم تصفية عشرة أعضاء من أسبوعية واحدة.
وتأسست أسبوعية “شارلي إيبدو” سنة 1970، وكانت تسمى في البدء “هاراكيري”، ولكن وزارة الداخلية منعتها بسبب غلاف عن مأساة وقعت في ذلك التاريخ بمقتل 146 شخصا في مرقص في باريس , وتزامنت مع وفاة شارل ديغول، واضطرت الى تغيير الإسم والصدور تحت اسم “شارلي إيبدو”.
وشارلي إيبدو هي مجلة يسارية تمثل مختلف أطياف اليسار خاصة الراديكالي، وتميزت بمحاربة العنصرية وصحافة البحث والتقصي والتركيز على مواضيع متعلقة بالديانات والطوائف الدينية.وكانت متوسطة التوزيع حيث لم تتعدى 45 ألف نسخة، ولم ترقى الى الجريدة الساخرة الشهيرة “لوكانار أونشيني”.
ومن أبرز الأسماء التي لقيت حتفها في هذا العمل الإرهابي، ستيفان شاربونيي المعروف بلقب “شارب” الذي كان يدير الأسبوعية الساخرة منذ سنة 2009، ويموت اليوم في مقر الأسبوعية عن سن تناهز 47 سنة.
كما لقي مصرعه في الاعتداء جورج وولينسكي، أحد كبار الصحفيين الفرنسيين والبالغ من العمر 80 سنة الذي وقع رسوم كاريكاتورية تركت بصمات في تاريخ الصحافة الفرنسية خلال العقود الأخيرة.
ولقي المصير نفسه بيرنار فلهاك (58 سنة) المعروف بتوقيع “إغنوس” الذي كان ينجز رسومات رئيسية في كل عدد من الأسبوعية تقريبا.
وفارق الحياة في الاعتداء جان كابو الذي يوقع بكابو، يبلغ من العمر 76 سنة، وكان من أبرز مبدعي الرسوم المتحركة في فرنسا خلال الأربعين سنة الأخيرة.