كشف ربورتاج بثته قناة الجزيرة حول البرنامج النووي الجزائري هذه الأيام قيام الولايات المتحدة بمحاصرة هذا البرنامج من خلال مفاوضات مع الصين، ومراقبته والتجسس عليه انطلاقا من قواعد في المغرب. وكانت واشنطن تتخوف من سباق تسلح نووي في غرب البحر المتوسط في حالة نجاح الجزائر في مشروع القنبلة النووية.
واعتمدت القناة على أرشيف من الوثائق الأمريكية تعود الى التسعينات حيث فتحت واشطن حوارا مع فرنسا بحكم علاقتها مع الجزائر، وقامت باريس بالتباحث مع بكين حول الموضوع حيث انتقل وزير الخارجية وقتها، رونالد دومان الى الصين لمحادثة المسؤولين في هذا البلد الأسيوي.
وبررت الصين تعاونها مع الجزائر بكون الأخيرة تحترم الضوابط التي تفرضها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأن هذا التعاون لن يتجاوز التعاون السلمي.
التوضيحات الفرنسية التي وصلت الى البيت الأبيض لم تقنع الأمريكيين، وقاموا لاحقا برسم خطة لمحاصرة الطموح النووي الجزائري. وقامت الولايات المتحدة أنذاك بفتح مفاوضات مع سويسرا لكي لا تبيع الجزائر مضخات يتم توظيفها في صنع الصواريخ النووية، علما أنها كانت قد توصلت بمعدات مشابهة من الأرجنتين. وفي الوقت نفسه، أقامت قواعد مراقبة وتجسس في المغرب على الجزائر.
وكانت الولايات المتحدة واعية كل الوعي بأن الطموح الجزائري سيتسبب في سباق تسلح نووي في غرب البحر الأبيض المتوسط من انخراط اسبانيا والجزائر البحث عن سلاح نووي.
وكانت الصحافة الإسبانية وخاصة الباييس وآ بي سي تنشر كثيرا عن المشروع النووي الجزائري وتحذر منه. وأكدت وقتها تنسيقا اسبانيا-مغربيا لمنع الجزائر امتلاك السلاح النووي في غرب البحر المتوسط.
ورغم الحصار والمراقبة الأمريكية، أثارت الجزائر شبهات الوكالة الدولية للطاقة خاصة سنة 2004 عند عثر مفتشوها في محطة عين ساورة التي تضم قاعدة نووية سلمية الماء الثقيل الذي يستعمل في صناعة السلاح النووي وكذلك اليورانيوم الطبيعي ومصدره الصين، دون أن تبلغ الجزائر الوكالة مسبقا بهذه المواد.
وتستمر الجزائر حتى وقتنا الراهن في إثارة الشبهات وهي تحت مراقبة الدول الغربية. وتطور الجزائر علاقات نووية مع الأرجنتين وجنوب إفريقيا والصين ومؤخرا باكستان.