بدأت تتلاشى التعزيزات الأمنية والمادية التي أقامها المغرب واسبانيا في الحدود الفاصلة بين بلدة بني أنصار في الناضور ومليلية المحتلة، حيث بدأ المهاجرون الأفارقة ينجحون في تجاوز الأسوار السلكية الثلاثة المعززة بشفرات بسهولة.
ونجح أكثر من مائة مهاجر إفريقي في اقتحام أسوار مليلية يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري، كما نجح خمسون آخرون في اليوم الموالي الأربعاء في تخطي هذه الأسوار، وفق وزارة الداخلية الإسبانية.
وتعتبر عمليات التسلسل منعطفا في الهجرة نحو مليلية خلال السنتين الأخيرتين، ومرد ذلك بناء تعزيز اسبانيا السورين سلكيين بشفرات حادة تمنع المهاجرين من التسلق، وبنى المغرب سورا ثالثا بشفرات مماثلة علاوة على نشر ما يشبه شبكات سلكية تحول دون التسلق.
وبعد مضي شهور، بدأ المهاجرون ينجحون في صنع آليات تمكنهم من تجاوز هذه الأسوار السلكية والشفرات، ويتعلق الأمر بأحذية بها أدوات حديدة حادة تشبه تلك التي يستعملها العاملون في قطع الأخشاب في الغابات خلال التسلق في الأشجار. ونجحوا في صنع قفزات حديدة وجلدية تحول دون إصابتهم بجروح.
في الوقت ذاته، يراهن الأفارقة على تقنية جديدة يصعب التحكم فيها وهي التسلل من المناطق الآهلة بالسكان من بلدة بني أنصار مباشرة بدل اللجوء الى المناطق المعزولة كما كان يحدث من قبل.
وما بين صباح أمس الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء، نجح أكثر من 150 مهاجرا في التسلل، والحصيلة مرشحة للإرتفاع خلال الأيام المقبلة بحكم أن المهاجرين عثروا على الوسيلة التي تجعل ما بين 25% الى 50% من الذين يحاولون التسلل ينجحون في ذلك.
وبهذا يكونون قد وضعوا حدا لأسطورة الأسلاك السلكية بالشفرات التي أثارت الكثير من الجدل الحقوقي والسياسي في اسبانيا والاتحاد الأوروبي بسبب لا إنسانيتها. وبدون شك، ستعمل اسبانيا والمغرب على الرفع من نسبة أفراد الأمن لمواجهة العودة القوية للمهاجرين الأفارقة.