عند انفجار كل فضيحة تتعلق بالتجسس الرقمي والالكتروني في الإنترنت، يجري الحديث بكثافة عن برنامج الإبحار The Onion Router والمعروف اختصارا ب TOR، وهو برنامج يتحدى معظم برامج المراقبة في شبكة الإنترنت بما فيها الكثير من برامج وكالة الأمن القومي الأمريكي لما يوفره من مناورة للتستر على هوية المبحر.
وتلجأ الدول عبر أجهزتها الأمنية والمخابرات الى إلصاق تهمة استعمال شبكات الإجرام لهذا البرنامج، لكن خبراء الإنترنت يؤكدون أنه الأكثر استعمالا من طرف السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والمناهضين للفساد لتفادي التجسس. وقد ارتفعت وتيرة استعماله في العالم العربي مع اندلاع العربي العربي-الأمازيغي.
وهذا النظام يستعمل تقنية الجيل الثاني من التسيير البصلي في إخفاء هوية المبحرين في الإنترنت وكذلك مضمون الاتصال عبر عملية تشفير متقدمة. وتوجد مقالات بمختلف اللغات في مواقع رقمية تشرح بدقة استعمال هذا البرنامج الذي لا يتطلب نهائيا معرفة في عالم المعلوميات والبرمجة بقدر ما أنه سهل على شاكلة باقي البرامج مثل فايرفوكس وغوغل كروم أو أوبيرا، ويبقى الفارق هو البطئ.
وكانت البحرية العسكرية الأمريكية هي التي بدأت هذا البرنامج ولكنها تخلت عنه لاحقا، وقام مهندسون بتطويره ابتداء من سنة 2002 وجعله في متناول الجميع.
وارتفع استعمال برنامج تور بشكل ملفت للنظر عندما كشف إدوارد سنودن عن طرق تجسس وكالة الأمن القومي على العالم بما في ذلك المواطنين الأمريكيين، وهو يوفر خدمة مجانية لا تحتاج الى شراء برنامج الشبكة الافتراضية VPN.
وعمليا، يعمل الكثير من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان بهذا البرنامج في اتصالاتهم خاصة في الدول التي تفتقر للديمقراطية.