في ظل التوتر بين باريس والرباط، يحل رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران بفرنسا في زيارة خاصة عائليا وسياسيا، ولم يحظى بأي اهتمام رسمي حتى الآن، الأمر الذي يزيد من التأكيد على النفق الذي دخلته العلاقات الثنائية. وتميز العرض الذي قام به بطرح زكريا مومني ما تعرض له من تعذيب في المغرب.
وشارك ابن كيران في مناسبة عائلية خاصة وهي تخرج ابنه من مدرسة عليا في باريس، واستغل تواجده وألقى مساء السبت 6 ديسمبر عرضا أمام جمعيات مرتبطة بحزب العدالة والتنمية في “دار المعادن” في الدائرة الخامسة في باريس.
وتناول ابن كيران ما يعتبره منجزات الحكومة في مختلف المجالات، وانتقد من يشوش على عمل الحكومة حتى لا يتم إظهار ما تحقق من تنمية، مشددا على أن الشعب يدرك جيدا منجزات الحكومة. وفاجأ الحضور بقوله أنه حقق كل ما تعهد به باستثناء شيء واحد وهو تقديم الاستقالة لأنه يدرك أن البديل سيكون سيء للغاية في حالة ذهابه.
واحتج عدد من الطلبة والمهاجرين المغاربة في باريس لأن أفراد حزب العدالة والتنمية طلبوا من كل حاضر ضرورة الإدلاء بجواز السفر أو البطاقة الوطنية في المغرب علاوة على بيانات شخصية أخرى، وهو ما أثار استغراب الذين كانوا يريدون الحضور.
وكانت المفاجأة الكبرى هي مشاركة زكريا مومني في اللقاء، ويتعلق الأمر ببطل العالم في تايك بوكسينغ الذي سرد أمام الحضور ما تعرض له من تعذيب في المغرب بسبب الخلاف الذي وقع له مع الكاتب الخاص للملك منير الماجيدي وكيف لجأ الى القضاء الفرنسي ضد مدير المخابرات عبد اللطيف الحموشي ومنير الماجيدي بسبب سياسة الافلات من العقاب التي ينهجها المغرب في حالة المسؤولين الكبار. وقال له ابن كيران بعد انتهاء اللقاء “أعرف قضيتك، ولا يمكنني فعل أي شيء”.
ورغم التوتر الواضح بين المغرب وفرنسا من نتائجه تجميد زيارات مسؤولي البلدين، يقوم ابن كيران بزيارة الى باريس لأهداف عائلية وسياسية دون الأخذ بعين الاعتبار الوضع الدبلوماسي.
ويبدو أن الحكومة الفرنسية لم تخصص أي استقبال ولو غير رسمي لرئيس الحكومة المغربية، مما يؤكد استمرار التوتر.