تقرير حقوقي حول المواجهات التي سجلتها سيدي إفني
شدت سيدي إفني انتباه وسائل الاعلام الرقمية المغربية والحقوقيين بسبب المواجهات التي كانت مسرحا لها وبسبب ما قيل عن شعارات مؤيدة لتقرير المصير. وتلتزم الدولة المغربية الصمت ولم تقدم أي رواية رسمية للأحداث. وقامت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بنشر تقرير مفصل ومؤقت عما جرى ليلة الخميس 6 نوفمبر الجاري.
وتعيش سيدي إفني بين الحين والآخر مواجهات بين جزء من الساكنة والسلطات، حيث يهيمن التوتر وغياب الثقة. تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي إفني بتاريخ الجمعة 7 نوفمبر:
اثر الحادث المأساوي الذي راح ضحيته المسمى قيد حياته الحسن أحرات بشاطئ الكزيرة بعد سقوطه من علو شاهق إلى البحر مساء يوم الأحد 26 اكتوبر 2014 أثناء عملية إحباط هجرتهم إلى اسبانيا من طرف القوات العمومية , الدرك الملكي ,القوات المساعدة و التدخل السريع وبعد تأخر المسؤولين عن الكشف عن نتائج التشريح الطبي ليماط اللثام عن حقيقة الفاجعة , قام مجموعة من أصدقاء المتوفى يوم الأربعاء26اكتوبر2014 بتوزيع نداء بالمدينة دعو فيه إلى مسيرة سلمية للمطالبة بالكشف عن حقيقة وفاة صديقهم . ومساء يوم الخميس 6 نوبر2014 بحي للامريم على الساعة السادسة مساء تم تنظيم هذه المسيرة التي جابت الشارع الرئيسي للحي المذكور قبل أن تستقر أمام سرية الدرك الملكي في وقفة احتجاجية رفعت فيها شعارات منددة بالوفاة الغامضة و محملة المسؤولية للقوات المشاركة في إحباط عملية الهجرة , لتتفرق هذه المسيرة في نفس المكان وأمام أعين مختلف الأجهزة الأمنية التي ظلت تراقب الحدث عن قرب, وأثناء توجه مجموعة من الشباب المشارك في المسيرة نحو مركز المدينة تعرضوا لمحاولة تفريقهم من طرف القوات العمومية بالقرب من مقر القيادة الحضرية الثانية وهو الأمر الذي أدى إلى غضب هؤلاء الشباب و إشتعال الشرارات الأولى للمواجهة .
وفي حدود العاشرة ليلا من مساء نفس اليوم عاين بعض أعضاء المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تجمع بعض القاصرين بمفترق الطرق بشارع ابن سيناء بحي بولعلام مقابل تواجد رثل القوات الأمنية أمام مفوضية الشرطة أدى إلى تطور الأحداث بشكل مفاجئ إلى تراشق بالحجارة بين الطرفين ليتوقف هذا التبادل بعد انسحاب سيارات الأمن من أمام مفوضية الشرطة لكن سرعان ما اندلعت مواجهات دامية بين متظاهرين والقوات المساعدة والأمن الوطني والتي امتدت إلى أطراف حي بولعلام وحي البرابر حيث تقدمت هذه القوات إلى أزقة الحيين المذكورين وأثناء تبادلها الرشق بالحجارة مع المتظاهرين تم كسر العديد من عدادات الكهرباء وإصابة العديد من المنازل و كسر أبوابها كما عاين الفرع المحلي رفع كلام نابي و غير أخلاقي من طرف العناصر الأمنية والقاصرين ، و امتدت هذه المواجهات إلى حدود الساعة الرابعة من صباح يوم الجمعة 7 نونبر2014 بعد انسحاب المتظاهرين وتراجع القوات العمومية .
وقد أسفرت هذه المواجهات عن إصابة العديد من المتظاهرين بجروح متفاوتة الخطورة و الذين إمتنعوا عن تلقي العلاج بالمستشفى مخافة إعتقالهم كما عاين المكتب سيارة للإسعاف وهي تنقل مصابين من القوات الأمنية ولم يتمكن المكتب المحلي من الاتصال بالمسئولين الأمنيين لتأكيد هذه الإصابات أو نفيها وكدا تأكيد الأخبار التي تتحدث عن اعتقال ما لا يقل عن ثلاثة متظاهرين , و في إتصال بمسؤولي المستشفى الإقليمي تبين لنا وجود إصابات في صفوف الأمن و لم يتمكن أي من المتظاهرين من زيارة المستشفى . و في مساء يوم الجمعة توافدت على المكتب المحلي مجموعة من الإتصالات تأكد تطويق قوات الأمن لأطراف حي بولعلام و حي البرابر دون أن نتمكن من تأكيد الخبر .
وتجدر الإشارة إلى أن المكتب المحلي سيشكل لجنة للتحقيق في أحداث 06 نونبر2014 وفي الأنباء التي تتحدث عن محاولات بعض العناصر الأمنية لاقتحام منازل الساكنة بحي بولعلام ومدى صحة استعمال قنينات الغاز والكروموجين في المواجهات السالفة الذكر.