نجحت جبهة البوليساريو في تفادي أزمة مع اسبانيا والرأي العام في هذا البلد الأوروبي بسبب قضية احتجاز الشابة محجوبة، ولكنها فجرت احتجاجات وسط تندوف تتزعمها عائلة الشابة بتأييد من الكثير من الصحراويين، حيث سجلت يومه الثلاثاء توترات جعلت قوات مسلحة تفتح النار أمام القيادة لتفادي اقتحامها.
وكانت الشابة الصحراوية محجوبة قد عادت الى تندوف خلال الصيف الماضي في زيارة لعائلتها، ولكن عائتلها رفضت استمرارها في العيش في اسبانيا رفقة العائلة الإسبانية التي تبنتها. وقررت العائلة البيولوجية أن محجوبة أنهت دراستها الجامعية وعليها الآن أن تعمل في المخيمات.
ورفضت محجوبة القرار ونجحت بمساعدة اسبانية وجزائرية والبوليساريو من الفرار نحو اسبانيا التي وصلتها الخميس الماضي. وعمدت البوليساريو الى تهريب الشابة تفاديا لتوتر مع الحكومة الإسبانية وخاصة بعدما بدأ الرأي العام الإسباني يهتم بالملف.
وإذا كانت جبهة البوليساريو قد وجدت حلا للضغط الذي مارسته عليها اسبانيا في ملف محجوبة التي تتوفر على جنسية اسبانية، فتجد نفسها أمام غضب جزء من الصحراويين الذين يؤكدون أن العائلة البيولوجية لها الحق في إبقاء محجوبة في تندوف.
وتتهم عائلة محجوبة قيادة البوليساريو بتهريب الشابة، وأوردت جريدة “المستقبل الصحراوي”، تصدر في مخيمات تندوف، خبرا يؤكد اعتصام عائلة محجوبة أمام مقر قيادة البوليساريو، وجرى تفكيك الاعتصام الأول لكن الاعتصام الثاني يومه الأحد تمت مواجهته بالقوة عبر الضرب وتكسير سيارات المعتصمين.
وتطورت الأوضاع الى الأسوأ يومه الثلاثاء من خلال محاولة المتظاهرين اقتحام مقر قيادة البوليساريو، ولجأت قوات الجبهة الى فتح النار لمنع حدوث الاقتحام، ومن المحتمل وقوع جرحى وربما ضحايا.
وهذه أول مرة تجري احتجاجات قوية على شاكلة تلك التي وقعت سنة 1988 وخلفت اعتقالات ومحاكمات.