اختار الجيش في بوركينا فاسو لرئاسة البلاد بشكل مؤقت العقيد يعقوب إسحاق زيدا من الحرس الجمهوري، وكان قد تلقى تكوينا وتداريب في المغرب، وبهذا يكون الرئيس الثاني الذي يصل الى دولة إفريقية بعد تلقيه تداريب في المغرب. وتعارض الأحزاب السياسية التعيين وتطالب باستعادة السلطة للمدنيين.
وتعيش بوركينا فاسو منذ أيام توترا سياسيا نتيجة خروج الشعب للشارع للمطالبة برحيل بليز كومباوري بسبب رغبته في تعديل الدستور للاستمرار في الرئاسة، ولكنه أجبر على التنحي تحت ضغط الشارع والجيش وانتقل الى ساحل العاج للإقامة مؤقتا.
وكان رئيس أركان الجيش الجنرال نابيري أونوريه تراوري قد أعلن نفسه رئيسا مؤقتا، لكن الجيش رفضه بسبب قربه الشديد من الرئيس المعزول ومخافة من تجدد الاحتجاجات في البلاد. واستقر اختيار هيئة عسكرية على العقيد إسحاق زايدا الذي يتمتع باحترام وسط المؤسسة العسكرية رغم تحفظات عليه. وشغل العقيد منصب نائب رئيس الحرس الجمهوري.
ويخلف تعيين هذا العقيد انقساما وسط الشعب بين مؤيد وبين معارض، وقد نقلت الجريدة الرقمية فاسو نت بيانا للتحالف الوطني من أجل الحرية ومحاربة الفساد بيانا يطالب فيه باستعادة الشعب للسلطة من طرف العسكريين. ويحذّر التحالف من أن الجيش تعود على الوصول الى الحكم عبر مرحلة انتقالية يقدم فيها الوعود ثم يتنكر.
وفقد المغرب في رحيل الرئيس بليز كومباوري حليفا، ويجهل مواقف الرئيس المؤقت، ولكن تجمعه علاقة بالمغرب بحكم أنه تلقى تكوينا في المدارس العسكرية المغربية. ويوجد تنسيق وتعاون بين جيشي البلدين.
ويعتبر العقيد يعقوب إسحاق زايدا الثاني الذي يتولى رئاسة بلد إفريقي بعدما مر من الأكاديمية العسكرية المغربية بعد رئيس موريتانيا الحالي محمد بن عبد العزيز. ووصل الأول عبر أزمة سياسية تشهدها البلاد بينما الثاني عبر انقلاب عسكري وعمد لاحقا الى الحصول على الشرعية في انتخابات رئاسية.