عن عمر يناهز 61 سنة، توفي المفكر الإسباني فرانسيسكو مونييت أحد رواد البحث في نظريات السلام بين الشعوب والثقافات والذي كان يولي اهتماما كبيرا لإرساء أسس الحوار مع المغرب.
وتوفي مونيوث يوم الخميس من الأسبوع الجاري، حيث كان يعمل أستاذا للتاريخ في جامعة غرناطة ومن مؤسسي معهد دراسات السلام والنزاعات في أواسط التسعينات.
وانطلق مونيوث من محاولة تشكيل مفهوم السلام عبر تاريخ الثقافات وانتهى الى وضع أسس نظرية “السلام غير المتكامل” التي تنص على أن السلام هو واقع ديناميكي ومسلسل لا ينتهي بحكم تعايش لحظات السلام مع حالات عنف لا تنتهي بسبب تطلع الإنسان أو جماعات بشرية دائما الى تلبية الحاجيات بشتة الطرق ومنها العنف أحيانا. ونادت هذه النظرية بضرورة التأقلم مع النزاعات بروح متسامحة وتحويلها الى مصدر للحوار.
يرحل مونيوث بعدما ترك مؤلفات هامة منها كتب مشتركة أشرف عليها مثل “السلام في البحر الأبيض المتوسط” سنة 1997 أو “أوقات السلم، الفاعلون والفضاءات” سنة 2001 و”تجاترب السلام في البحر الأبيض المتوسط” سنة 2003 رفقة بياتريس مولينا و”فلسفة والتطبيق العملي للسلام” سنة 2013. كما وقع كتب لوحده ومنها “التقاء الثقافات في البحر الأبيض المتوسط” سنة 1993 و”السلام غير المتكامل” سنة 2001.
وجمعت مونيوث بالمغرب علاقة قوية من خلال الندوات والمؤتمرات التي كان ينظمها سواء في اسبانيا أو المغرب، وتميز بمساعيه لتصحيح الأحكام المسبقة الإسبانية حول المغرب، وكان ناطقا باسم قيم التسامح التي كانت تجمع المغرب واسبانيا وعمل على نشرها والدفاع عنها في وقت كانت لحظات التوتر تهيمن على العلاقات.