صدر العدد 62 من المجلة الدورية الأكاديمية ” وجهة نظر “، وقد تضمن الملف الرئيسي دراسات سياسية تناولت بالتحليل “المذكرات” التي وقعها مجموعة من السياسيين المغاربة، وتمتد من الاستعمار الى سنة 2014.
وكالعادة، يبدأ الملف بدراستين نظريتين حول الذاكرة وتاريخ الزمن الراهن بالمغرب من حيث المفهوم والإشكالات التي تنطرح في هذا التاريخ، والدور الذي تضطلع به المذكرات في كتابة التاريخ أو اعتبارها مصدرا مكملا للتاريخ الكلاسيكي بحكم أن موقعيها كانوا فاعلين سياسيين أو شاهدين على تطورات كبرى عاشتها البلاد.
وبخصوص المذكرات التي تم رصدها من خلال هذا الملف توجد ” مذكرات أمير مبعد” كأول دراسة في هذا الملف التي تناولت بالأساس استشراف الإشكالية التي تحكمها ، والمتمثلة في عسر انتقال الملكية المغربية إلى الديمقراطية.
وإلى جانب ذلك ، خضعت مذكرات كل من ” عبدالهادي بوطالب ” و” محمد بن الحسن الوزاني ” و ” الفقيه البصري ” لتحليل مستفيض ، حيث عكست جدلية القرب والبعد عن السلطة ، والزعامة المغتالة ، وحياة عاصفة مع نهاية فاجعة ، وهي الأطروحات التي حكمت مجموع هذه المذكرات .
وتحضر أيضا ذاكرة الاعتقال السياسي بقوة في هذا الملف ، كما أن ذاكرة أحرضان ، تحضر هي الأخرى . ويختتم الملف بدراسة هامة حول إشكالات الذاكرة في الفضاء المعلوماتي : قراءة في سرمدية الذاكرة ومدح النسيان .
كما تضمن هذا العدد قراءة في كتاب ” عصر الثورة ، لمؤلفه ” اريك هوبزباوم ” ، وهو من أحدث انتاجات مركز دراسات الوحدة العربية ،
وفي باب الدراسات ، ومساير للمد الاحتجاجي الذي يتزايد زخمه في المغرب ، تم ادراج دراسة حول الحركات الاجتماعية في المغرب ، بين وهم النخبة وطموحات فعل الجماهير ، لم يغفل هذا العدد ادراج شهادة رثاء قي حق الراحل ” المهدي المنجرة ” لما شكله هذا الشخص من وطنية ، ونزوع إلى العالمية ، وما تعرض له في بلده من قهر ومنع.