تجمع المئات من افراد الشرطة الجزائرية الاربعاء امام مقر رئاسة الجمهورية بعد مسيرة غير مسبوقة في غرداية (جنوب) ووسط العاصمة الجزائر، للمطالبة برحيل المدير العام للامن الوطني اللواء عبد الغني هامل وتحسين ظروف عملهم، بحسب مراسل وكالة فرنس برس.
وتجمع المحتجون الذين قضوا ليلتهم امام مقر الحكومة ووزارة الداخلية، في الساحات المحيطة بمقر رئاسة الجمهورية بحي المرادية دون ان يتدخل زملاءهم من العاملين في الرئاسة او من قوات الحرس الجمهوري لمنعهم.
ورفع اعوان الشرطة لافتات كتب عليها “هامل ارحل” و”لن نعود للعمل حتى يرحل هامل” و”اين كرامة الشرطي” بالاضافة الى لا فتات تتعلق بمطالب تحسين ظروف العمل مثل الغاء نظام العمل العمل المستمر ثماني ساعات مقابل 16 ساعة راحة.
كما طالب افراد الشرطة ب”الحق في تاسيس نقابة تدافع عن مصالحهم”، مع العلم ان القانون يمنع حاليا على افراد الشرطة والجيش التنظم في نقابة، بينما يسمح لاعوان الجمارك والحماية المدنية بذلك.
والمحتجون ينتمون الى “الوحدات الجمهورية للامن” وهي قوة تابعة للشرطة مهمتها مكافحة الشغب ومنع المظاهرات.
ويضم جهاز الشرطة حوالي 200 الف فرد اغلبهم من قوات مكافحة الشغب تم توظيفهم بكثافة خلال العشر سنوات الماضية لمواجهة تصاعد المعارضة لنظام بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 15 سنة.
وبدأ هذا الاحتجاج غير المسبوق الاثنين بمسيرة لحوالي 1500 شرطي في غرداية (600 كلم جنوب الجزائر) التي تشهد مواجهات طائفية بين عرب وامازيغ اسفرت عن اثنى عشر قتيلا ومئات الجرحى وتخريب ممتلكات عمومية وخاصة.
وتوسع احتجاج الشرطة ليشمل ظهيرة الاربعاء وهران اهم مدينة في غرب الجزائر، حيث سار العشرات في شارع جيش التحرير بوسط المدينة.
وتنقل رئيس الوزراء عبد المالك سلال الى مقر رئاسة الجمهورية للقاء ممثلين عن المحتجين بحسب وكالة الانباء الجزائرية.
وكان وزير الداخلية الطيب بلعيز زار غرداية لاحتواء الاحتجاج. وبحسب التلفزيون الجزائري فان افراد الشرطة عادوا الى عملهم بعد وعود تلقوها بزيادة اجورهم وتحسين ظروف عملهم بتخفيض ساعات العمل واعطائهم الاولوية في الحصول على السكنات التي توزعها الحكومة مجانا.
كما اكدت وزارة الداخلية للمحتجين انها لا ترى “اي مانع” من انشاء نقابة في سلك الشرطة وسوف تباشر الاجراءات الخاصة بإنشائها، بحسب وكالة الانباء الجزائرية.