تتخوف الحكومة الإسبانية من ارتفاع حدة الانفصال في جزر الكناري بسبب التنقيب عن النفط في المياه المقابلة للمغرب جنوبا، وذلك بعدما قررت حكومة الحكم الذاتي في هذه الجزر تنظيم استفتاء حول هذه التنقيبات.
وبدأ المغرب التنقيب عن النفط في المياه الجنوبية المقابلة لجزر الكناري السنة الماضية دون مؤشرات مشجعة حتى الآن. وقررت حكومة مدريد بدورها التنقيب عن النفط في الجانب الآخر من الحدود البحرية. وانتفض سكان جزر الكناري ضد مدريد وطالبوا بإيقاف التنقيب. ويتخوف الكناريون من تأثير النفط على مورد عيشهم الأول الذي هو السياحة، حيث وصل عدد السياح الأجانب سنة 2013 ما يتجاوز عشرة ملايين و600 ألف سائح.
وحكمت المحكمة العليا في اسبانيا لصالح التنقيب عن النفط لشركة ريبسول بعدما لجأت الحكومة المركزية وحكومة الحكم الذاتي الى القضاء. لكن رئيس حكومة الكناري باولينو ريفيرا لجأ الى حيلة سياسية أخرى وهي الاستفتاء على التنقيب عن النفط.
وتعتزم حكومة الحكم الذاتي تنظيم الاستفتاء يوم 23 نوفمبر المقبل، وبدأ يتسبب في ارتفاع حدة مطالب الاستقلال. وتعتبر جزر الكناري من مناطق اسبانيا التي كانت متطرفة في المطالبة بالاستقلال خلال السبعينات والثمانينات وجمدت مطالبها الآن.
وتتخوف حكومة مدريد، وفق جريدة آ بي سي، من أن يترتب عن هذا الاستفتاء ارتفاع مطالب الانفصال على شاكلة التحدي الذي تشكله كتالونيا في الوقت الراهن والتي ستنظم استفتاء الاستقلال يوم 9 نوفمبر المقبل.
وترفض حكومة مدريد الاستفتاء حول التنقيب عن النفط لأنه ليس من اختصاص حكومة جزر الكناري بل يتعلق الأمر بقضية (التنقيب) من اختصاص الحكومة المركزية.