حملت عملية اغتيال جند الخلافة المرتبطة بداعش للفرنسي هيرفي غوردل انعكاسات سلبية على السياحة الفرنسية نحو المغرب بعد تحذير باريس من زيارة مواطنيها للمغرب رغم أنها قللت لاحقا من أهمية هذا التحذير الذي انتقلت عدواه الى باقي الدول الأوروبية.
وبعد اغتيال الفرنسي هيرفي غوردل في الجزائر على يد جند الخلافة منذ قرابة أسبوعين، أقدمت حكومة باريس على التحذير من زيارة مواطنيها لأربعين دولة مخافة من الإرهاب. وشمل التحذير المغرب، علما أن فرنسا في الماضي لم تكن تدمج المغرب ضمن لائحة الدول المهددة بالإرهاب.
ويخلف القرار ردود فعل قوية، فقد تناولت جريدة لزيكو الاقتصادية الفرنسية هذه الانعكاسات من خلال أرقام قدمها مهنيون مغاربة تبرز تراجع الحجز أو تأجيل الرحلات السياحية للفرنسيين الى المغرب بحوالي 50%.
ويعتبر هذا التحذير ضربة قوية للسياحة المغربية لثلاثة أسباب وهي: صدارة الفرنسيين للسياحة في المغرب بقرابة مليوني سائح (منهم المهاجرون المغاربة). والسبب الثاني يتمثل في قرار فرنسا بإدماج المغرب عند كل تهديد ضمن الدول التي يجب توخي الحذر فيها بينما لم تكن في الماضي تقوم بذلك، وهذا التقليد الجديد سيخلق متابع للسياحة المغربية عند كل طارئ إرهاببي إقليميا. وأخيرا، تأثير قرار فرنسا على دول أوروبية أخرى بعضها اتخذ قرار باريس نفسه لأن الكثير من الدول الأوروبية تعتبر فرنسا خبيرة في المغرب العربي-الأمازيغي.
وحاولت الخارجية الفرنسية التقليل من إدماج المغرب ضمن الدول التي يجب على الفرنسيين اتخاذ الحذر عند السفر. في هذا الصدد، نقلت وسائل الاعلام الفرنسية يومه الجمعة عن الناطق باسم الدبلوماسية الفرنسية رومان ندال أن تصنيف المغرب ينقسم الى قسمين، الأول وهو اللون الأخضر الذي يهم كل المغرب تقريبا ويعني حذر عادي للغاية، في حين أن اللون البرتقالي يشمل المناطق الجنوبية المتاخمة للجزائر وهناك يجب رفع مستوى الحذر كثيرا.