كشفت دراسة صادرة عن معهد الدراسات الاستراتيجية العسكرية التابع لوزارة الدفاع في اسبانيا تراجع نسبة الإسبان الذين يعتبرون المغرب مصدر تهديد لأمنهم مستقبلا من 60% خلال العقد الماضي الى 15% قي الوقت الراهن. ومرد هذا التراجع الهدوء الذي يطبع العلاقات بسبب تجميد ملفات شائكة مثل سبتة ومليلية المحتلتين.
وأجري استطلاع الرأي السنة الماضية وشمل رؤية المواطنين الإسبان للمؤسسة العسكرية من كل الجوانب ومن ضمن ما جرى التركيز عليه مصادر الخطر التي تهدد الأمن القومي الإسباني. ونشرت عدد من وسائل الاعلام الإسبانية خلال الأيام الماضية نتائج الدراسة، حيث جرى التركيز أساسا على استعداد 16% من الإسبان للدفاع عن بلادهم في حالة تعرضها للخطر، وهو رقم اقلق المؤسسة العسكرية الإسبانية.
وعلى مستوى المناطق مصدرا للخطر، جاءت منطقة الساحل في الدرجة الأولى وذلك بحكم تعرض اسبان للإختطاف هناك سابقا وكذلك التدخل الفرنسي المدعوم أوروبيا ومغاربيا ضد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي علاوة على التخوف من انتقال عمليات إرهابية الى جزر الكناري.
وعلى مستوى الدول، احتل المغرب المركز الأول بقرابة 15% متبوعا ببريطانيا بأكثر من 10%، وذلك بسبب التوتر الذي ساد بين مدريد ولندن السنة الماضية حول صخرة جبل طارق.
وتبقى المفاجأة الكبرى هو تراجع نسبة الإسبان الذين يعتبرون المغرب مصدر القلق والتهديد لأمنهم القومي، إذ أن نسبة 15% تعتبر منعطفا حقيقيا في رؤية الإسبان للمغرب. وتاريخيا، كانت هذه النسبة مرتفعة للغاية، ومنذ بدء اعتماد اسبانيا استطلاعات رأي حول مصادر تهديد الأمن القومي الإسباني. ومن ضمن الأمثلة، كانت النسبة سنة 1991 تعادل 42%، وأصبحت سنة 1997 32%، وارتفعت الى 62% سنة 2002 والآن توجد في 15%.
وكلما تعرضت العلاقات الثنائية لهزات دبلوماسية بسبب الملفات الشائكة إلا وارتفعت الرؤية السلبية للإسبان للمغرب مصدرا للخطر. وتتزامن نسبة 62% سنة 2002 مع أزمة جزيرة ثورة التي وضعت العلاقات الثنائية في موقف صعب للغاية.
ويبقى السر في تراجع الرؤية السلبية للإسبان لجيرانهم المغاربة هو هدوء العلاقات المغربية الإسبانية خلال السنتين الأخيرتين، حيث قام المغرب بتجميد المطالبة بمدينتي سبتة ومليلية ورفع من حراسة الشواطئ لمنع قوارب الهجرة السرية.