قررت تونس تعليق الرحلات الجوية مع ليبيا في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد، كما اتخذت مصر القرار نفسه. ويأتي القرار الاحترازي ضمن التخوف من استعمال طائرات مدنية في هجمات إرهابية، وهي التخوفات التي جعلت المغرب يتخذ إجراءات احترازية عسكريا ومنها نشر منصات صواريخ ضد الطائرات.
وجاء في بيان لوزارة النقل التونسية أنها اتخذت القرار حتى تتوفر الظروف المناسبة وحصرها منها على “سلامة كل الليبيين خلال رحلة العودة الى بلادهم وفق معايير السلامة الدولية وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للطيران المدني”.
ويأتي قرار تونس في وقت تدهور الأمن في مختلف المطارات الليبية بما فيها بنغازي، حيث لم يعد العمل بشروط السلامة المتعارف عليها دوليا خلال مراقبة الركاب والأمتعة، مما قد يجعل كوماندو إرهابي يركب الطائرة ويسيطر عليها قبل الهبوط وجعلها أداة لتنفيذ عمل إرهابي على شاكلة تفجيرات 11 سبتمبر.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر ملاحية بمطار القاهرة اليوم الخميس، غلق المجال الجوي الليبي أمام حركة الطيران والملاحة وتوقف حركة الطيران بين مطار القاهرة والمطارات الليبية الإقليمية بسبب الأوضاع الأمنية والقيام بطلعات جوية لضرب بعض المناطق في ليبيا وفق ما ذكرت جريدة “الدستور” المصرية.
ويبقى التخوف الكبير الذي ينتاب الدول المغاربية ومصر كذلك التي مازالت تستقبل رحلات طيران على متنها مواطنيها الذين تجبرهم المواجهات المسلحة على مغادرة ليبيا هو فرضية تسلل كوماندوهات إرهابية تسيطر على طائرة ما وتحولها الى صاروخ لتنفيذ عمل إرهابي.
واتخذ المغرب قرارات احترازية عسكريا من خلال نشر بطاريات ومنصات صواريخ لإسقاط أي طائرة مدنية قد تتحول فجأة الى أداة ضد منشأة استراتيجية. ويتسقبل المغرب طائرات تنطلق من مطار الأبرق شرق بنغازي، وهو مطار يقع في منطقة تحت سيطرة أنصار الشريعة التي لها علاقة بالحركات المسلحة في العراق وسوريا.
ويساهم سيطرة المسلحين على المطارات في القلق الكبير، حيث توجد بعض الطائرات جاثمة في هذه المطارات ولكن تحت سيطرة مسلحين، في حين جرى تدمير طائرات أخرى في المواجهات المسلحة الدائرة بالقرب من المطارات.