وجه المغرب رسالة جديدة وواضحة الى الأمم المتحدة يطالب منها الحياد في نزاع الصحراء المغربية، معتبرا كل تغيير لمهام المينورسو قد يشكل نهاية التواجد الأممي في الصحراء. ويكشف قيام وفد مغربي بالتفاوض في الأمم المتحدة حول الجولة المقبلة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس وعدم التوصل حتى الآن الى اتفاق، مما يؤكد فرضية احتمال عدم استمراره بعد أكتوبر المقبل.
وعلى شاكلة الدبلوماسية المغربية، جاءت هذه التصريحات للسفير المغربي لدى الأمم المتحدة يوسف هلال عبر وكالة المغربي العربي للأنباء دون غيرها. وبعد تأكيداته على الموقف الرسمي للمغرب بالتشبث بالحكم الذاتي إطارا سياسيا لكل حل مستقبلا ، كشف عن معطيات هامة غابت في الجلسة التي خصصها وزير الخارجية صلاح الدين مزوار مع لجنتي الخارجية لمجلس النواب والمستشارين خلال شهر يوليوز الماضي.
السفير المغربي انتقد دور الأمم المتحدة بشكل واضح بقوله “أود التأكيد مجددا على التزامنا القوي بالعملية السياسية التي تمر بالضرورة عبر حياد الأمانة العامة للأمم المتحدة، وحياد بعثة المينورسو، ووضوح الرؤية في مسار المفاوضات، وشفافية الوساطة، حتى يكون الخطاب الصادر عنها سواء في الرباط أو الجزائر أو تندوف أو نيويورك متطابقا، وبالتالي تفادي ازدواجية الخطاب التي تؤدي إلى التوتر وتآكل الثقة”.
ومن المعطيات الهامة الواردة في تصريحات هلال هو إرسال المغرب وفدا الى نيويورك برئاسة الكاتب العام لوزارة الخارجية وأجرى مباحثات مع كريستوفر روس وسلمه استمارة تتضمن توضيحات يرغب المغرب في الحصول عليها وأنه مر شهران دون توصل المغرب بالأجوبة. ويقول في تصريحاته “سلم المغرب روس استمارة حول مختلف هذه الجوانب، تلقينا وعدا منه بالإجابة خلال الأسبوع ذاته، ولا زلنا ننتظر منذ حوالي شهرين”.. .
ورغم نفيه اعتراض المغرب على استقبال كريستوفر روس، فالتأكيد على غياب الثقة وربط الجولة المقبلة بالتوضيحات التي يجب أن تقدمها الأمم المتحدة مؤشرات قوية على سحب المغرب الثقة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بطريقة تقنية خاصة وأنه استشهد بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هينري كيسنجر قائلا أن “إن أهم ما في مفاوضات سياسية ليس هو الشخص بل العملية في حد ذاتها”.
ويعترف السفير بأن استقاله كريستوفر روس مصدرها الأمم المتحدة من خلال قوله أن المغرب “لا يرد على الشائعات، خاصة عندما تكون موضوع أسئلة وأجوبة يتم إعدادها في بعض طوابق الأمانة العامة للأمم المتحدة بهدف الضغط” على المغرب.. وقال “إننا نأسف لكون بعض مصالح الأمم المتحدة سمحت لأن يتم استغلالها في هذا الصدد”.
ولا يتردد في الحديث عن أطراف داخل الأمم المتحدة ترغب في فرض الأمر الواقع على المغرب مبرزا في هذا الصدد هناك البعض في الأمانة العامة للأمم المتحدة، تحركهم مواقف سياسية وإيديولوجية، يسعون إلى فرض ما لم يستطيعوا تنفيذه من خلال القرارات السابقة للأمم المتحدة حول توسيع مهمة المينورسو”.
ويبرز بنوع من الحدة وجود مناورات تجعل من المينورسو مركزا للأمم المتحدة في الصحراء وفي “أسوأ الحالات مكانا للإلتقاء بين الانفصاليين والزوار الأجانب في الأقاليم الجنوبية”.
وتعتبر هذه التصريحات قوية للغاية، حيث لم يسبق أن صدرت من قبل عن مسؤول مغربي بتوجيه الاتهام الى الأمانة العامة للأمم المتحدة حول استهداف مصالح المغرب في الصحراء.