أعاد المغرب الحراسة البحرية الى شواطئ مضيق جبل طارق وبهذا انتهت أكبر موجة في تاريخ قوارب الهجرة من المغرب الى جنوب الأندلس. وتستمر الصحافة الإسبانية نقلا عن مصادر مغربية وإسبانية في الحديث عن تعمد لحكومة الرباط بالدفع بالمهاجرين الإبحار نحو اسبانيا. بينما يؤكد المغرب وقوع خلل في الحراسة البحرية.
وفي عملية شبه سحرية، شهد يوم الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري أكبر موجة من قوارب الهجرة السرية حيث جرى اعتراض 125 قاربا وأكثر من 1200 مهاجرا، وصباح الأربعاء انتهت هذه الموجة بشكل سريع بعدما عادت دوريات البحرية الملكية والدرك المغربي الى الحراسة. وأبحر المهاجرون على متن قوارب هشة للغاية.
ويحضر الموضوع في أجندة الأحزاب السياسية بقوة بسبب قوة الحدث، ويتحدث حزب اتحاد التقدم والديمقراطية عن تورط رسمي للمغرب، بينما طالب الحزب الاشتراكي المعارضة بمثول وزير الداخلية خورخي فيرنانديث في البرلمان لتقديم تفسيرات.
وتستمر الصحافة في الحديث عن تورط مغربي، وتنقل جريدة الموندو عن مسؤولين اسبان بل وكذلك تنسب لأفراد من الدرك الملكي المغربي تصريحات بتلقيهم تعليمات بعدم التدخل لاعتراض القوارب طيلة يومي الاثنين والثلاثاء. وتكتبت هذه الجريدة الأكثر قراءة في الإنترنت في اسبانيا “أفراد أمن مغاربة للمهاجرين: لديكم 48 ساعة”، وتسرد كيف غادر الأفارقة منازلهم في طنجة وفي مأوي في الغابات المطلة على مضيق جبل طارق للإبحار نحو اسبانيا. وتنشر أن هذه الرواية تؤكدها مصادر أمنية اسبانية ومغربية والمهاجرين وكذلك ناشطين في الجمعيات غير الحكومية.
وتنقل الموندو عن إلينا مالينو الناشطة في جمعية غير حكومية “أخبرنا المهاجرون يوم الأحد أن الدرك أبلغوهم بغض الطرف يومي الاثنين والثلاثاء، ولكننا سخرنا من الخبر لأننا ندرك الحراسة المشددة التي يقوم بها المغرب، ولاحقا تبين صحة الإشاعة”.
الجريدة تنقل “كيف يمكن انطلاق 29 قاربا يوم الاثنين و94 يوم الثلاثاء دون أن ترصد البحرية الملكية ذلك”، وتتساءل جرائد أخرى أن “هذا يحدث في وقت يعلن المغرب حالة طوارئ لمواجهة الإرهاب”.
ولم ترد الحكومة المغربية على هذه الاتهامات وتكتفي حتى الآن بما صدر عن وزير الداخلية محمد حصاد يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري أنه “حدث خلل في المراقبة”. خلل دام 48 ساعة بانطلاق أكبر موجة من الهجرة السرية يومي الاثنين والثلاثاء وتوقفت فجأة يوم الأربعاء.