حرب المخدرات تندلع بين المغرب والجزائر وبدء توظيفها من طرف البوليساريو في نزاع الصحراء

العلم المغربي والعلم الجزائري

قامت الدولة المغربية يومه الأربعاء برد مطول وقوي على تصريحات وصحافة الجزائر التي تتهم المغرب بأنه مصدر المخدرات، وتؤكد أنها تقوم بمجهودات يعترف بها دوليا في مكافحة هذه الآفة. وفي المقابل، توجه اتهامات للجزائر بعدم التعاون في محاربة حبوب الهلوسة وتهريب السجائر التي تستعمل في تمويل شبكات الإجرام والإرهاب. بينما يبقى الوجه الآخر للملف هو بدء توظيف المخدرات في ملف الصحراء خلال الشهور الأخيرة على شاكلة ملفات مثل حقوق الإنسان والثروات الطبيعية.

وفي ندوة صحفية انتقائية، قام ثلاثة وزراء مغاربة، وزير الداخلية محمد حصاد ووزير الاتصال مصطفى الخلفي والوزير المنتذب في الداخلية الشرقي الضريس بتقديم معطيات وتوضحيات حول ما صدر عن مسؤولين جزائريين من اتهام المفرب في ملف المخدرات.

وتتلخص توضيحات المغرب في: جدية المغرب في مكافحة المخدرات، التنسيق المتطور مع الأمم المتحدة واسبانيا والبرتغال وفرنسا في مواجهة هذه الآفة، اعتراف المنتظم الدولي للمغرب بمجهوداته في هذا المجال، ونجاح القوات الأمنية المغربية في تفكيك عصابات الاتجار الدولي وكذلك مصادرة أكثر من مائة طن خلال الستى أشهر الأولى من سنة 2014.

في الوقت ذاته، اتهم الوزراء، وفق ملخص للصحافة جرى تعميمه، الجزائر بسوء النية في توظيف هذا الملف، حيث يقول المخلص: “الأنكى، انخرطت الجزائر منذ مدة في منطق توجيه اتهامات ممنهجة للمغرب. وهذا غير مفهوم فيما يخص موضوع مكافحة المخدرات، لأن الجزائر هي من تترأس اللجنة الفرعية المكلفة بمكافحة المخدرات التابعة لاتحاد المغرب العربي”.

وفي اتهام آخر، يحمّل المغرب الجزائر مسؤولية الوضع بحكم أن هذا البلد جمد الاتصالات الثنائية ومنها الخاصة بمحاربة المخدرات والإرهاب، في هذا الصدد يقول الملخص “هذا الموقف ينم عن خيار سياسي نابع من قناعة لدى السلطات الجزائرية تهدف إلى الحفاظ على الوضع القائم الذي لا يخدم سوى مصالح الشبكات الإجرامية (ليس سرا أن تهريب السجائر انطلاقا من الجزائر يبقى هو مصدر التمويل الأساسي للشبكات الإجرامية بما فيها الشبكات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل)”.

في غضون ذلك، لا يقتصر ملف المخدرات على اتهامات متبادلة بين المغرب والجزائر بقدر ما يتعلق الأمر  بملف جديد ضمن استراتيجية توظيف ملفات في نزاع الصحراء. وبدأت جبهة البوليساريو والجزائر بتوظيف هذا الملف منذ سنة، وارتفعت الوتيرة خلال الشهور الأخيرة، بشكل ملحوظ للغاية.

وتنتقد البوليساريو المغرب لما تعتبره نشر المخدرات وسط الشباب الصحراوي، وتنشر رفقة الجزائر في المنتديات الدولية والاتحاد الإفريقي ما يفترض مخاطر القنب الهندي القادم من المغرب على الجريمة في غرب إفريقيا واستغلال جهات رسمية مغربية تجارة المخدرات. في الوقت ذاته، تطرح جبهة البوليساريو الملف مع مسؤولي الدول التي تجمعها بهم علاقات.

ويعتبر ملف المخدرات الملف الآخذ في التبلور ضمن استراتيجية توظيفه في التوتر الحالي بين المغرب والجزائر وفي ملف نزاع الصحراء، وذلك على شاكلة ملفات أخرى مثل ملف حقوق الإنسان وملف الثروات الطبيعية.

ولن يكتسب هذا الملف قوة ملف حقوق الإنسان في نزاع الصحراء ولكنه قد يتحول الى ملف مزعج للمغرب مستقبلا.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password