تراهن جبهة البوليساريو على أدوات متعددة في صراعها مع المغرب حول السيادة على منطقة الصحراء المغربية، ومن ضمن ما تراهن عليه خلال المدة الأخيرة قضاء أطفال صحراويين عطل في مختلف الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة للحصول على التأثير السياسي دوليا، بينما ينتقد المغرب هذا الأسلوب ويتحدث عن توظيف أطفال “أبرياء في صراع سياسي”.
وتنظم جبهة البوليساريو بتنسيق مع جمعيات متعاطفة معها في مختلف الدول الغربية ما يعرف بعطل السلام للأطفال كل فصل صيف. وتختار لكل موسم صيف عنوانا سياسيا لهذه العطل، حيث يكون الهدف هو إقامة أطفال في فضاءات بعيدا عن الحياة الصعبة التي يحيونها في مخيمات تندوف حيث ظروف العيش قاسية للغاية، ثم هدفا سياسيا من خلال الحرب الدبلوماسية القائمة مع المغرب.
وشارك في عطلة هذه السنة أكثر من 5100 طفل صحراوي جرى نقلهم الى دول متعددة منها اسبانيا أساسا ثم إيطاليا وفرنسا وباقي الدول الغربية بل وامتدت الى الولايات المتحدة الأمريكية. وبدأت هذه العطل الصيفية خلال يونيو الماضي وستنتهي خلال منتصف شهر سبتمبر المقبل وفق مصادر إعلامية تابعة لجبهة البوليساريو.
وتقليد قضاء الأطفال الصحراويين العطل في مختلف الدول الأوروبية هو تقليد قديم بدأ أساسا في اسبانيا بحكم التعاطف التاريخي للإسبان مع الصحراويين الموالين للبوليساريو، فقد كانت اسبانيا قوة استعمارية في الصحراء حتى سنة 1975. لكنه تطور لاحقا بشكل كبير.
ورغم محافظة هذا النشاط الصيفي على الطابع الإنسان إلا أنه تحول تدريجيا الى حملة سياسية ودبلوماسية ضمن الصراع القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو على سيادة الصحراء الغربية.
ويتبين التوظيف الدبلوماسي والسياسي لهذه العطل، حيث اختار ت جبهة البوليساريو عنوانا لها وهو “أوقفوا نهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية”. وتحول ملف استغلال الثروات الطبيعية الى الملف الرئيسي في صراع الصحراء الغربية بعدما كان الصراع قائما حتى الأمس القريب على ملف حقوق الإنسان.
وأصبح وفود الأطفال الصحراويين مثيرا للاهتمام بملف الصحراء، حيث جرى استقبالهم على مستوى البرلمانات الاقليمية في اسبانيا وفي البرلمان الإيطالي ثم في بلديات في دول أخرى ومنها فرنسا.
وبينما تؤكد البوليساريو أن الأطفال ضحايا النزاع ومن حق العالم أن يسمع صوتهم، ينتقد المغرب استراتيجية البوليساريو وأحيانا بتعابير قوية التنديد.