وافقت الفصائل الفلسطينية وتل أبيب على هدنة بقطاع غزة لمدة 72 ساعة تبدأ منتصف الليلة الماضية، بدوره شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على رفع الحصار شرطا لأي هدنة دائمة. وتحاول إسرائيل إيجاد صيغة وسط بعدما أدركت قرار حماس بعدم نهاية الحرب إلا برفع الحصار بطريقة أو أخرى.
وتأتي الهدنة الجديدة في إطار مبادرة مصرية اقترحتها وهي الراعية للمفاوضات حاليا في القاهرة بدعم من قوى كبرى مثل واشنطن والاتحاد الأوروبي.
وقال مشعل في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” إن “الهدف الذي نصر عليه هو تلبية المطالب الفلسطينية وأن يعيش قطاع غزة بدون حصار هذا أمر لا تراجع عنه”.
وأضاف: “نحن مصرون على هذا الهدف وفي حال حصول أي تسويف إسرائيلي أو مماطلة او استمرار للعدوان فان حركة حماس مستعدة هي وبقية القوى الفلسطينية للصمود في هذه المعركة الميدانية والسياسية، ولدى الجميع الجاهزية لكافة الاحتمالات”.
وأشار كذلك إلى أن “الهدنة هي احدى الوسائل او التكتيكات سواء لغرض توفير مجال مناسب لانجاح المفاوضات او من اجل تسهيل ادخال المساعدات الاغاثية إلى قطاع غزة”.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد ذكرت، مساء أمس الأحد، أن “مصر تدعو الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، للالتزام بوقف إطلاق نار جديد لمدة 72 ساعة، اعتباراً من الساعة الثانية عشرة ليلا بتوقيت القاهرة”. واعتبرت أن ذلك يأتي “من أجل تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة، وإصلاح البنية التحتية، واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة”.
وأكد الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، أن كافة الفصائل الفلسطينية وافقت على التهدئة الجديدة في قطاع غزة، وذلك لاستئناف المباحثات في القاهرة، التي وصفها بـ”مفاوضات الفرصة الأخيرة”.
أما القاهرة، فقد دعت الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، إلى “استغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم”.
ويصر الوفد الفلسطيني المشارك في مباحثات القاهرة على عدة مطالب للموافقة على تهدئة دائمة، أبرزها رفع الحصار عن القطاع الأمر الذي ترفضه الحكومة الإسرائيلية التي تبرر ذلك بمنع وصول الأسلحة إلى غزة.
وقبل الإعلان عن الهدنة الجديدة، استمر الجيش الإسرائيلي، الأحد، بقصف عدة مناطق في القطاع مناطق، حيث قتل من جراء ذلك ثمانية فلسطينيين، حسب ما قال لمتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة.
وارتفع عدد الفلسطينيين الذي قضوا منذ بدء الهجو الإسرائيلي على غزة في 8 يوليو إلى 1939 قتيلا، معظمهم من المدنيين، في حين قتل من الجانب الإسرائيلي 64 عسكريا في مواجهات مسلحة، وثلاثة مدنيين جراء القصف الصاروخي.
في سياق متصل كشفت مصادر مطلعة عن وصول المفاوضين الإسرائيليين إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء المصريين الذين يعقدون محادثات لانهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة.
هدنة جديدة لمدة 72 ساعة، وحماس تشدد على رفع الحصار وحصيلة الضحايا 1939
امرأة أمام الدمار الذي خلفته الآلة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة