تتوالى ردود الفعل حول عمل موسيقي أشرف عليه منتج كويتي، وقُدّم على شاشات التلفزيون المحلية، خلال احتفالات المغاربة بذكرى تولي العاهل محمد السادس الحكم الأسبوع الماضي. وشكّلت المنتديات الاجتماعية الإلكترونية مجالا لسجال يجمع بين الفن والسياسة والسخرية، فبينما استغرب البعض العودة إلى أغاني المدح والتمجيد التي قطع معها «العهد الجديد» منذ 15 سنة، استنكر البعض الآخر ما اعتبروه إقصاء للعديد من نجوم الأغنية المغربية في هذا العمل الفني الذي حمل عنوان «ملحمة الغد المشرق»، فيما وصفت فنانة مشاركة في العمل المنتقدين بـ»أعداء الوطن».
وفي هذا الإطار، اعتبرت الإعلامية فاطمة الأفريقي في صفحتها على «الفيسبوك»، الملحمة المذكورة «منعرجا سياسيا مظلما في مغرب اليوم، بغض النظر عن ضعفها الفني الصادم». وأضافت: «في صيف 1999، والشاشات في حداد على رحيل الملك الحسن الثاني، كان أول قرار يصل مبنى الإذاعة والتلفزيون يحمل بصمة العهد الجديد هو منع أغاني المديح. كان قرارا شجاعا وغير مسبوق في تاريخ المغرب، ولم يجرؤ عليه إلى اليوم أي حاكم عربي، وأعتبره شخصياً ـ إضافة لهيئة الإنصاف والمصالحة ومدونة الأسرة ـ من أقوى إشراقات العهد الجديد».
كما وصف الممثل محمد الشوبي العمل المذكور بالكارثة، معتبرا انه لا يعدو أ ارتسامات لفنانين مغاربة يقدمون تحيتهم للملك بمناسبة عيد العرش».
ومن جهته، نعت المخرج التلفزيوني محمد قصايب العمل المذكور بـ»المهزلة»، محمّلا المسؤولية للمدير العام للإذاعة والتلفزيون الذي كان يُفترض أن يقدم عملا وطنيا في مستوى ذكرى جلوس الملك محمد السادس على العرش. ولكن المسؤول المومأ إليه عُرف بالمشاريع الفاشلة التي تعطي أسوأ صورة عن المغرب.
وارتأى المطرب نعمان لحلو أن يحكي قصته مع منتج الملحمة الكويتي مصعب العنزي، حيث أشار إلى أنه طلب من هذا الأخير التنسيق مع نقيب الموسيقيين المغاربة قبل الشروع في العمل، وذلك ليكون العمل متكاملا ومجسدا للموسيقى المغربية بجميع لغات البلاد (العربية والأمازيغية والحسانية)، ولكن صاحب العمل رفض ذلك، قائلا إن المشاركين في الملحمة هم نجوم الأغنية المغربية. و»باي باي: عبد الوهاب الدكالي، لطيفة رأفت، محمد الباتولي، فتح الله لمغاري، عمر السيد، الفناير، نعمان… وغيرهم لقد عفا عنكم الزمن كما أشار سيادة السفير مصعب العنزي»، يكتب نعمان لحلو على «الفيسبوك».
وبدوره، تساءل الشاعر والإعلامي وكاتب الكلمات عبد اللطيف بوعياد: أين هي الغيرة على الوطن؟ لنترك الغرباء يشترون بالمال إذاعاتنا وتلفزاتنا وفنانينا ومبدعينا ومطربينا وسيدة الطرب نعيمة سميح التي لم تظهر في أي عمل منذ 15 سنة، وظهرت في مستوى غير لائق بها. هل هذه البلاد سايبة، ليس لديها لا نقابات فنية ولا مبدعون ولا مسؤولون عن الثقافة ولا الإعلام. الكل صامت». وكتب الفنان توفيق عمور عن صاحب «الملحمة»: صاحبنا يبحث عن الشهرة والنجومية ويحفر في الأرض الصلبة بأظافره، ولا يدخر في ذلك جهدا ومالا، ويحاول ما أمكن التعامل مع النجوم لبناء مجده على أطلالهم، ولو تمكن لكان أخرج أم كلثوم من قبرها للتعامل معها. ولكن لمَ لمْ يذهب صاحبنا إلى مصر لصناعة نجوميته؟! طبعا، لأن المصريين كانوا سيتركونه على الحديدة ويرمونه من النافذة، ويرمونه كـ»الدلاحة» (الحبحب أو البطيخ الأخضر) التي رماها المطرب الشعبي حكيم وهو صاعد للأتوبيس في أغنية «السلام عليكم».
بخلاف ذلك، ردّت المغنية رشيدة طلال التي شاركت في الملحمة بحدة على منتقدي العمل واصفة إياهم بأعداء الوطن. واعتبرت في تصريحات صحافية أن هذه الملحمة فوق النقد، لكونها تعكس حب المغاربة لبلدهم ولملكهم.ومن جهته، قال منتج العمل الكويتي مصعب العنزي إنه لا يرى منتقدي الملحمة، مؤكدا أن ما يهمه هو «رضا سيدنا» حسب تعبيره، في إشارة إلى العاهل المغربي، مشيرا في حوار صحافي الى أنه مستغن من الناحية المادية فـ»ثروتي تكفي لخمسة أجيال مقبلة»، على حد قوله.
سجال يجمع بين الفن والسياسة والسخرية حول عمل موسيقي لمنتج كويتي يتغنى بالملك محمد السادس
الملك محمد السادس مع الكويتي العنزي