اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الجمعة، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “انتصرت” في غزة وأنها “ستصنع الانتصار الأخير”، متهما أمريكا بتغطية العدوان الإسرائيلي وبعض الحكام العرب بـ”طلب” استمراره، والذي أسفر حتى اليوم عن استشهاد 836 فلسطينياً، وإصابة نحو 5400 آخرين.
وقال نصر الله خلال كلمة له في مهرجان “يوم القدس العالمي” في الضاحية الجنوبية لبيروت أن حماس “انتصرت في غزة بمنطق المقاومة”، مؤكدا أنها “ستصنع الانتصار الأخير، وإسرائيل لم تحقق ومعها كل العالم أي هدف من أهدافها”.
وتوجه نصر الله، الذي أطل شخصيا في الاحتفال بعد أن جرت العادة أن يطل من خلال شاشة عملاقة لأسباب أمنية، بالتحية لـ”أرواح شهداء غزة وجرحاها ومجاهديها وشعبها الصامد”.
واتهم الولايات المتحدة الأمريكية بـ”تغطية الحرب على غزة ودعمها منذ بدايتها”، مؤكدا أن قضية بحجم القضية الفلسطينية “لا يمكن تصفيتها مهما عملت إسرائيل ومن معها على إنهائها”.
وأضاف نصر الله “أنا واثق من أن بعض حكام العرب يتصلون بـ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ويطلبون منه الاستمرار بحربه كي لا يمنح الفلسطينيين الانجاز والانتصار”.
ورأى أن “هناك ارباكا إسرائيليا في تحديد الهدف من العملية في غزة وفشلا استخباراتيا حول قوة المقاومة وفشلا في سلاح الجو بحسم المعركة”، مضيفا أن إسرائيل “فشلت في المس بمنظومة القيادة في غزة وإيقاف إطلاق الصواريخ وفي العملية البرية”.
وأضاف أنه “هذه المرة الأولى في التاريخ التي تنطلق صواريخ من داخل فلسطين إلى داخل فلسطين لتطال كل فلسطين”.
ودعا الأمين العام لحزب الله، الحكومات العربية والاسلامية لـ”تبني هدف رفع الحصار عن غزة وحماية المقاومة من الضغوط”، مشددا على أن “إيران وسوريا والمقاومة في لبنان وعلى مدى سنوات طويلة لم يقصروا في دعم المقاومة الفلسطينية”.
وأكد أن سوريا “كانت وستبقى الجدار المتين في مواجهة المشروع الصهيوني”، مشددا على وقوف حزب الله الى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة “بكل فصائلها وحركاتها بلا استثناء”.
وأضاف نصر الله “أقول للمقاومة الفلسطينية نحن معكم وإلى جانبكم وواثقون من نصركم وسنقوم بكل ما نرى أنه من الواجب القيام به وعلى كل الصعد”.
وقال “نحن في حزب الله، كنا وسنبقى، نقف الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب المقاومة في فلسطين، كل فصائل وحركات المقاومة في فلسطين بلا استثناء. نحن في حزب الله لن نبخل باي شكل من اشكال الدعم والمؤازرة والمساندة التي نستطيعها ونقدر عليها”.
واضاف “نحن في حزب الله، نشعر باننا شركاء حقيقيون مع هذه المقاومة، شراكة الجهاد والاخوة والالم والمعاناة والتضحيات والمصير، لان انتصارهم انتصار لنا جميعا وهزيمتهم هزيمة لنا جميعا”.
وتابع “مسؤولياتنا جميعا تجاه هذا الحدث العظيم (…) وضع كل الخلافات والحساسيات والاختلافات حول القضايا في الساحات الاخرى جانبا… لنقارب جميعا مسالة غزة كمسالة غزة شعب ومقاومة وقضية محقة وعادلة لا شبهة فيها لا ريب فيها لا اختلاط فيها بين حق وباطل”.
وقال ان هذه القضية “لا لبس فيها لا غبار. (…) لا عقل ولا دين ولا شرع″ يسمح بالنقاش “حول المعركة الدائرة في غزة (…) حتى لو بقي الخلاف على الموضوعات الاخرى. غزة اليوم… يجب ان تكون فوق كل اعتبار وكل الحسابات وكل الحساسيات”.
وذكر بان “ايران وسوريا وحزب الله “على مدى سنوات طويلة لم يقصروا ولم يتوانوا في دعم المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها على المستويات الاعلامي والتدريبي واللوجستي والتسليحي والقدرات المختلفة”.
واكد نصرالله ان الحزب يتابع “بدقة وبالتفاصيل كل مجريات المعركة القائمة الآن” في غزة، مضيفا “نقول لاخواننا في غزة: نحن معكم، الى جانبكم، وواثقون من ثباتكم وانتصاركم. وسنقوم بكل ما نرى من الواجب ان نقوم به على كل صعيد”.
وتابع “للصهاينة نقول: انتم في غزة الان تراوحون في دائرة الفشل، فلا تذهبوا الى موقع الانتحار والسقوط”.
وكان نصرالله يلقي خطابه في حضور الالاف من مناصريه في مجمع “سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية لبيروت. وهي اطلالة علنية نادرة له.
وكان نصرالله اجرى الاسبوع الماضي اتصالين هاتفيين برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح ليؤكد “وقوف حزب الله والمقاومة اللبنانية الى جانب انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا وارادة ومصيرا”، و”تأييدها حول رؤيتها للموقف وشروطها المحقة لانهاء المعركة القائمة”، بحسب ما افاد المكتب الاعلامي للحزب.