تصدرت منطقة أمريكا اللاتينة التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية ضد قطاع غزة مقارنة مع باقي العالم بما فيها المنطقة العربية على مستوى الحكومات. ووصل الأمر الى مطالبة بعض رؤساء الدول مثل بوليفيا إيفو موراليس تقديم إسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية. وتبرز هذه التطورات تراجع اللوبي اليهودي في دول هذه المنطقة المنطقة بشكل كبير.
في هذا الصدد، كان موقف رئيس بوليفيا إيفو موراليس قويا وتجاوز كل مواقف ملوك ورؤساء الدول العربية عندما نادى بضرورة محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الدولية. وتساءل عن استمرار مثل هذه الاعتداءات في وقت مثل العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين. وكان رئيس بوليفيا قد قطع العلاقات مع إسرائيل سنة 2009 خلال اعتداء مماثل ضد قطاع غزة.
ويخوض رئيس فنزويلا هوغو تشافيس حملة في شبكة التواصل تويتر تحت عنوان “نجدة فلسطين”، واتهم إسرائيل بممارسة حرب إبادة ضد الفلسطينيين. وبهذا يحافظ مادورو على مواقف خلفه في منصب رئاسة فنزويلا، الزعيم هوغو تشابيس الذي كان قد تزعم أكبر عمليات تأييد فلسطين في المنطقة.
وفي الوقت ذاته، نددت التشيلي بالهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين، واتخذت دول أخرى مثل الأوروغواي الموقف نفسه وكذلك الإكوادور، وكانت كوبا قاسية في بيانها الدبلوماسي ضد أسرائيل، شأنها شأن حكومات أخرى مثل نيكاراغوا.
وتحاول البرازيل تبني موقف وسط بسبب الدور الذي ترغب في لعبه في السياسة الدولية، حيث لم تتردد في التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية واعتبار الرد العسكري على مقتل الإسرائيليين الثلاث مبالغا فيه كثيرا. ولم تكن الأرجنتين متشددة في التنديد بإسرائيل، وقد شهدت العاصمة بوينوس أيرس أول أمس تظاهرة تدعو الحكومة الى تبني موقف يحمل إسرائيل وحدها هذه الاعتداءات. ولم تتردد دولة مؤيدة لإسرائيل مثل كولومبيا هذه المرة في تبني خطاب يحمل مسؤولية الأحداث لإسرائيل.
وتولي وسائل الاعلام والطبقة السياسية في أمريكا اللاتينية اهتماما كبيرا لتطورات الاعتداءات المسلحة الإسرائيلية التي يتعرض لها قطاع غزة، وتنحو المواقف والتغطيات نحو تعاطف كبير نحو القضية الفلسطينية بما فيها تظاهرات في مدن مثل سانتياغو دي التشيلي في التشيلي وكراكاس في فنزويلا.
ويعود هذا التعاطف الكبير المسجل خلال السنوات الأخيرة الى صدارة القوى اليسارية والتقدمية المشهد السياسي في منطقة أمريكا من خلال أحزاب حاكمة في فنزويلا والتشيلي ونيكاراغوا وبويلفيا ضمن أخرى، وهي التي كانت تضع القضية الفلسطينية منذ الماضي ضمن أولوياتها الخارجية. وفي الوقت ذاته، ميل مثقفي وصحافيي المنطقة الى دعم القضية الفلسطينية التي يعتبرونها قضية تحرر بامتياز، حيث تحضر القضية الفلسطينية في إبداعات أدبية وشعرية وأطروحات سياسية.