جددت الحكومة الإسبانية اليوم الجمعة الثقة في مدير المخابرات العسكرية الجنرال سانس رولدان ومددت إدارته لهذه الجهاز خمس سنوات أخرى. ويذكر أن المغرب يشكل أهمية خاصة في أجندة هذا الجهاز بسبب ملفات مثل الإرهاب والهجرة ونزاعات ترابية، وإن كانت علاقاته مع نظيره المغربي “لدجيد” بإدارة ياسين المنصوري تمر بمرحلة حوار وتعاون لم يسبق له مثيل.
وتولى سانس رولدان إدارة المخابرات سنة 2009 في وقت كانت تمر فيه بأزمة حقيقية بسبب المواجهات الداخلية، وجاءت رئاسته للجهاز بعدما كان يشرف عليها ألبرتو ساينس هو مدني وخلف في المنصب ديسكيار وهو دبلوماسي عمل حتى سنة 2000 سفيرا في الرباط.
ويعتبر سانس رولدان خبيرا بالمغرب خاصة في الجانب العسكري، فقد عمل مديرا لسياسة الدفاع في وزارة الدفاع ثم رئيسا لهيئة الأركان العسكرية حتى سنة 2009 قبل التحاقه بإدارة المخابرات. وسبق له العمل في الصحراء إبان الاحتلال الإسباني. وهو حاصل على وسام الحمالة الكبرى للوسام العسكري المغربي.
ويشكل المغرب أهمية خاصة في أجندة المخابرات الإسبانية بسبب ملفات منها اجتماعية مثل المخدرات والهجرة، وأمنية مثل الإرهاب والإجرام المنظم ثم سياسية مثل المطالب المغربية في سبتة ومليلية المحتلة. ويعتبر جهاز المخابرات العسكرية “لدجيد” الذي يديره ياسين المنصوري مخاطبا للمخابرات العسكرية الإسبانية.
وتتميز العلاقات بين الجهازين في الوقت الراهن بتنسيق وتعاون كبير في مكافحة الإرهاب ثم بهدنة بسبب هدوء مطالب المغرب في سبتة ومليلية بل ومعارضة المغرب غير العلنية لانفصال كتالونيا، حيث ينصح مواطنيه بعدم التورط في دعم استفتاء تقرير المصير. وكان كتاب قد صدر حول المخابرات الإسبانية خلال مارس الماضي بعنوان “يوميات عميل” لمؤلفه دفيد فيدال قد أكد قبول المخابرات المغربية طرد مواطن مغربي اسمه نور الدين ز بسبب تورطه في دعم انفصال كتالونيا.
وتختلف المخابرات الإسبانية عن نزيرتها المغربية، فالإسبانية تخضع للحكومة ويراقب عملها قاض ولجنة برلمانية ، بينما المغربية تخضع للقصر مباشرة.
والاختلاف الآخر يتجلى في مشاركة مدير المخابرات الإسبانية في ندوات ومحاضرات، بينما مدير المخابرات المغربية لا يظهرون سوى في المناسبات الرسمية.