في تطور سياسي مثير، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” المعروف ب “داعش” اليوم الأحد الخلافة الإسلامية في المناطق التي تقع تحت سيطرته، كما أعلن مبايعته لعبد اله إبراهيم السامرائي الملقب بأبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين. ولم يسبق أن ادعى سياسي أو زعيم تنظيم أو دولة الخلافة الإسلامية منذ سقوط الدولة العثمانية.
وفي شريط مطول، تناولته مختلف وسائل الاعلام الدولية ومنها الجزيرة، أعلن التنظيم عن تغيير اسمه من “داعش” الى “الدولة الإسلامية” فقط. وظهر في الشريط الناطق باسم هذا التنظيم أبو محمد العدناني معلنا قيام الخلافة. ويبرز الشريط هدم المسلحين لمعبر حدودي بين العراق وسوريا وإقامة الخلافة في الأراضي التي تسيطر عليها “داعش”.
وهذه أول مرة يعلن فيها زعيم سياسي ديني نفسه خليفة للمسلمين في الأرض، حيث لم يسبق من قبل أن تبنى أي زعيم هذا اللقب بما في ذلك زعيم القاعدة أسامة بن لادن. كما يكتفي بعض زعماء العرب بلقب أمير المؤمنين. وكان آخر عهد بالخلافة في مع الدولة العثمانية التي سقطت منذ مائة عام تقريبا. واختار التنظيم أول يوم من شهر رمضان لرمزيته الدينية ليعلن عن هذا الخلافة الإسلامية.
ويقدم التنظيم على هذا الإعلان مستغلا حالة الدهشة التي تسيطر على العالم العربي والإسلامي من التقدم السريع ل “داعش” في سوريا والعراق وتهديدها العاصمة بغداد وكذلك دولة الأردن.
ومن شأن هذا الإعلان أن يزرع الحماس في صفوف السلفيين في العالم وخاصة العالم العربي، وقد يترجم بمزيد من الانخراط في هذا التنظيم الذي أخذ الأضواء من القاعدة. وسيزيد هذا التطور في حالة من القلق وسط الطبقة الحاكمة في العالم العربي التي ستجد نفسها في مواجهة مع الحركات المتطرفة على شاكلة ما جرى منذ عقد بعد تفجيرات 11 سبتمبر الإرهابية.