تسجل العلاقات بين الرباط وباريس تطورا سلبيا جديدا بعدما استدعى مدير المخابرات العسكرية ياسين المنصوري السفير الفرنسي شارل فري ليقدم له احتجاجا قويا على ما يعتبره “اعتداءا معنويا” على الجنرال عبد العزيز بناني الذي يرقد في مستشفى في باريس.
وكان القبطان السابق مصطفى أديب رفقة أعضاء من الائتلاف للتنديد بالدكتاتورية في المغرب قد زار أمس الأربعاء الجنرال عبد العزيز بناني في مستشفى فال دو غراس وأهدى له باقة من الورد “الرخيص” ورسالة تنعت الجنرال بشتى النعوت. وكان مصطفى أديب قد تعرض للطرد من الجيش وتم سجنه بعدما ندد بالفساد، ويتهم أديب هذا الجنرال بأنه من المسؤولين عما تعرض له. وقد نشر أديب في حائطه في الفايسبوك مقالا يستعرض فيه ما تعرض له. وكانت الصحافة الدولية قد اهتمت بموضوع أديب وقتها، ومنحته جمعية ترانسبرنسي أنترناشنال جائزتها منذ عشر سنوات.
واعتبر المغرب باقة الورد “الرخيص” ومضمون الرسالة “اعتداءا معنويا” ضد الجنرال. وتفيد وكالة المغربي العربي للأنباء اليوم أن مدير المخابرات العسكرية ياسين المنصوري استدعى اليوم السفير الفرنسي شارل فري وأبلغه “تنديده” بهذا العمل. وأضافت الوكالة “إن هذا التصرف غير المقبول الذي ينضاف للعديد من الحوادث التي عرفتها خلال الشهور الأخيرة العلاقات المغربية الفرنسية من شأنه أن يهدد بمزيد من التعقيد في مسلسل تطبيع العلاقات الثنائية”.
الوكالة تضيف أن سفير المغرب لدى فرنسا، شكيب بنموسى قد أجرى اتصالات مع وزارة الخارجية الفرنسية للتنديد بهذا العمل، وأن وزارة الدفاع الفرنسية قد فتحت تحقيقا في هذا الموضوع.
وهذه أول مرة يقوم فيها مدير مخابرات مغربية باستدعاء سفير أجنبي لتقديم احتجاج، علما أن هذا من اختصاص وزارة الخارجية المغربية أو رئاسة الحكومة.
وتمر العلاقات بين المغرب وفرنسا بتوتر حقيقي يتفاقم تدريجيا بسبب ملفات شائكة منها قرار القضاء الفرنسي ملاحقة مدير المخابرات المدنية المغربية عبد اللطيف الحموشي لما تعتبره ممارسة التعذيب ضد مواطنين فرنسيين من أصل مغربي، ثم تصريحات للسفير الفرنسي في الأمم المتحدة اعتبر المغرب بمثابة “العشيقة التي يجب الدفاع عنها في الصحراء”.
ويوجد الجنرال بناني في المستشفى الفرنسي، وقد قام الملك محمد السادس بتعيين الجنرال بوشعيب عروب الجمعة الماضية في منصب الجنرال بناني.
موقع أديب في الفايسبوك يروي فيه كيف قدم “الورد الرخيص للجنرال”