أعلن الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين عن استراتيجية جديدة لاحتواء التطرف الديني في البلاد ومنها الرهان على التكنولوجيات الحديثة، ويتزامن القرار مع تراجع قوة السلفية الجهادية في المغرب ولكن في المقابل انتعاش نسبي ومحدود لتيارات دينية أخرى مثل الشيعة.
وجاء في بيان للديوان الملكي صادر أمس بعد ترأس الملك مراسيم دعم التأطير الديني في الرباط أن القرار الملكي هو حلقة من حلقات الإصلاح الديني الذي تشهده البلاد منذ سنوات وأساسا منذ وصول الملك محمد السادس الى العرش. ويبقى الجديد في القرار الملكي هو تأهيل الموارد البشرية من “خلال قيام الأئمة المرشدين، بمساعدة أئمة المساجد، سواء فيما يتعلق بالتواصل معهم في الأمور المرتبطة بالنهوض بمهامهم، أو في توسيع برنامج محو الأمية وتحسينه”.
ويشدد البيان على ” وتهدف هذه الخطة لتحصين المساجد من أي استغلال، والرفع من مستوى التأهيل لخدمة قيم الدين، ومن ضمنها قيم المواطنة، وذلك في إطار مبادئ المذهب المالكي الذي ارتضاه المغاربة نهجا لهم”.
والنقطة الثانية الملفتة للنظر هي “الانفتاح على التكنولوجيات الحديثة” وهذا يؤكد توظيف برامج الإنترنت مثل يوتوب في التواصل الديني مع الناس.
وبهذا ترغب مؤسسة أمير المؤمنين في منح أئمة المساجد دورا محوريا في الحياة الاجتماعية في المحيط الذي ينتمون إليه. وتعتبر استباقية نوعا ما ضد ارتفاع تيارات إسلامية أخرى مثل الوهابية والشيعة في البلاد.
ويراهن الإصلاح الديني على التكنولوجيات الحديثة ، لهذا من المرتقب جدا قيام الأئمة والفقهاء بتسجيل خطبهم ودروسهم الموعظية لأبناء الحي الذي يقطنون فيه.
ولم تراهن المؤسسة الإسلامية الرسمية في المغرب على التكنولجيات الحديثة بل تبقى متأخرة مقارنة مع باقي التيارات الأخرى، إذ أن جميع الدعاة والفقهاء الذين لهم انتشار في شبكات التواصل الاجتماعي هم خارج “الإسلام الرسمي للدولة المغربية” واصبحوا مرجعا لنسبة هامة من المغاربة بسبب فتاويهم في شبكات التواصل هذه.