سجلت الأزمة الأوكرانية تصعيدا خطيرا منذ ليلة أمس الجمعة بعدما نجح المقاتلون الموالون لروسيا من إسقاط طائرة حربية على متنها 49 جنديا، وتتهم الولايات المتحدة موسكو بتزويد المقاتلين بأسلحة ثقيلة منها الدبابات.
ولم تنجح الانتخابات الرئاسية التي جرت في أوكرانيا يوم 25 مايو الماضي وأسفرت عن اختيار رئيس جديد للبلاد، أوخيندوفسي، في إرساء السلام وخاصة مع شرق البلاد الموالي لروسيا، إذ تستمر المواجهات بين المقاتلين الراغبين في انفصال شرق البلاد وبين السلطة المركزية في كييف.
ويوميا يسقط قتلى سواء في صفوف المقاتلين أو في صفوف القوات النظامية الأوكرانية، لكن ليلة أمس الجمعة وفجر اليوم السبت سجلت منعطفا بعدما نجح المقاتلون الموالون لروسيا وفق وكالة رويترز ووزارة الدفاع الأوكرانية نفسها، في إسقاط طائرة عسكرية إيل 76 على متنها 49 جنديا في مطار لوغانسك،. وكان المقاتلون قد أسقطوا يوم 29 مايو الماضي طائرة عسكرية ولقي 14 من ركابها ومنهم جنيرالا حتفهم.
وهذه عملية عسكرية نوعية تؤشر على ارتفاع خطير في المواجهات، وقد بدأت القوات الأوكرانية النظامية ومنذ الساعات الأولى في قصف مناطق الموالين لروسيا ومنها منطقة مدينة لوغانسك، ويجري الحديث عن سقوط قتلى في الجانبين.ومن ضمن المعطيات التي تشير الى تطورات خطيرة، ما كشفت عنه واشنطن بقيام موسكو بتزويد المقاتلين الموالين لها بأسلحة ثقيلة منها الدبابات لمواجهة القوات النظامية. واعتبرت ذلك أمرا خطيرا قد يزيد من تأجيج الصراع.
ومن شأن تزويد روسيا لمقاتلي الشرق أن يترتب عنه تحقيق توازن نسبي في الأسلحة بين القوات النظامية والمقاتلين، وقد يجر هذا إما الى مفاوضات سياسية لمحاولة إنهاز النزاع بين الطرفين أو تصعيد خطير للغاية.
ومنذ فبراير الماضي، تعيش أوكرانيا مواجهات عنيفة وتوترا سياسيا تحول الى حرب أهلية غير معلنة، كما يعتبر المراقبون هذه الأزمة أو صراع جيوسياسي حقيقي في القرن الواحد والعشرين الذي يعيد الحرب الباردة الى الساحة مجددا.