أدخل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” منطقة الشرق الأوسط في متاهة خطيرة بعدما بدأ يسيطر على أجزاء من سوريا والعراق ويعلن ما يعتبره كيانا جديدا، وهو ما قد يدفع إيران وتركيا للتدخل في الحرب بشكل مباشر لتفادي الأسوا. وقد عقد الحلف الأطلسي اجتماعا طارئا الليلة.
ويتقدم تنظيم “داعش” بشكل مرعب ومثل تسونامي منذ الاثنين الماضي، حيث استطاع السيطرة على مدينة الموصل ثان أكبر مدينة في العراق والسيطرة اليوم على مصفاة بيجي أكبر مصافة بترولية في البلاد وكذلك مدينة العظم وتفيد أخبار بالسيطرة على تكريت، مدينة صدام حسين ومواجهات قوية في السمراء. وتفيد المعطيات الواردة اليوم الخميس ومنها ما نشرته الجزيرة نت تقدم التنظيم نحو بغداد العاصمة. ولم يجد رئيس الحكومة العراقية نوري مالكي سوى مناداة لاشعب بتأسيس نواة جيش شعبي للدفاع عن البلاد.
وبهذا أصبح هذا التنظيم بزعامة البغدادي المنشق عن القاعدة يسيطر على شمال سوريا وعلى مناطق في العراق، ويبدو أنه أقام ما يسمى كيانا جديدا في هذه المنطقة بين البلدين في أفق توسعه نحو جنوب العراق.
وكتبت جريدة لوموند في افتتاحيتها اليوم اليوم أن هذا التقدم والسيطرة يعني وجود دولة جديدة اسمها “جيهادستان”، ودعت المنتظم الدولي الى الأخذ بعين الاعتبار لما يجري في هذه المنطقة لأنه يمس أمن العالم وخاصة أوروبا.
وتشير كل المعطيات الى احتمال انفجار حقيقي في الشرق الأوسط، أولا، بدأت داعش تسيطر على حقول البترول في العراق وسوريا، وثانيا تقترب من الأماكن الشيعية المقدسة في العراق، وثالثا تتحول المناطق التي تسيطر عليها الى ملاذ ووجهة لكل الجهاديين.
ونظرا لهذا الخطر، وانهيار الدولة العراقية وعجزها على مواجهة “داعش”، سيدفع إيران للتدخل في المنطقة بشكل أو آخر مثل قتال ج-نودها تحت قيادة الجيش العراق، فهي تدرك جيدا أنها مستهدفة إديولوجيا من الفكر السني المتطرف الذي تعتنقه داعش. وتدخلت إيران لإنقاذ نظام بشار الأسد من الانهيار عندما تقدمت جبهة النصرة وداعش في سوريا. وصرح الرئيس الإيراني روحاني اليوم أن إيران ستتدخل في الوقت المناسب.
ومن المنتظر أن تراجع تركيا أوراقها في هذا النزاع وتتدخل بدورها للمساهمة في القضاء على داعش لاسيما وأن هذا التنظيم قد اختطف 80 من الأتراك من قنصلية أنقرة في الموصل. وقد أقدمت على الخطوة الأولى اليوم بعدما دعت الى اجتماع طارئ للحلف الأطلسي لبحث التطورات الخطيرة في العراق. وعمليا جرى عقد اللقاء أمس الأربعاء، وقد ينتهي بتقديم الدعم الى تركيا في مواجهة داعش إذا كانت ستتدخل لمواجة هذا الخطر.