كشف استطلاع للرأي لمؤسسة أمريكية أن 70% من المغاربة يعتبرون علاقات المغرب مع الولايات المتحدة برئاسة الرئيس الحالي باراك أوباما غير فعالة، ويتفوق عليه في الشعبية الرئيس السابق بيل كلينتون . وقد يعود هذا الى التطورات التي شهدتها العلاقات بين الرباط وواشنطن من برودة في وقت معين بسبب موقف إدارة هذا الرئيس الديمقراطي من ملف الصحراء عندما أرادت تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان.
ونشرت هذه الأيام مؤسسة زغبي الأمريكية استطلاعا للرأي في العالم العربي حول رؤية العرب للرئيس الأمريكي باراك أوباما في ملفات متعددة بعضها ثنائي مثل تقييم العلاقات الثنائية أو رؤية شعب عربي معين للرئيس وأخرى شاملة من خلال تقييم الملفات التي تطبع العلاقات الأمريكية-العربية مثل الملف الفلسطيني والعراقي والسوري علاوة على الربيع العربي-الأمازيغي.
وعادة ما تختار المؤسسة الأمريكية المغرب ضمن الدول التي يجري فيها الاستطلاع. وهذه المرة، جرى اختيار أربعة دول ملكية وهي المغرب والعربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة، وكانت الدول الجمهورية هي فلسطين ولبنان ومصر، وتغيب دول وازنة بشريا مثل الجزائر والعراق وسوريا. ويجري اختيار المغرب لتمثيل منطقة المغرب العربي-الأمازيغي.
الملفات العربية
وتضمن السؤال الأول الرؤية ونسبة التفاؤل في تقييم خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة الذي وجهه للعالم العربي والإسلامي منذ خمس سنوات وسعى من أجله الى المصالحة. ويقول 55% من المغاربة أنهم كانوا متفائلين ضد 26%، وهي نسبة قبول عالية رفقة لبنان ب 62% والإمارات العربية ب 56%، بينما كانت أخفض نسبة في فلسطين 36% والعربية السعودية ب31%.
وحول تحديات أجندة الولايات المتحدة في العالم العربي، كان الاختيار مختلفا بين الدول العربية بشكل ملحوظ. فقد قال المغاربة أن القضية الفلسطينية تعتبر التحدي الأكبر بنسبة 76% متجاوزين بذلك حتى الفلسطينيين الذين اعتبر فقط 25% منهم أن ملفهم الوطني هو التحدي الأكبر. واختار المغاربة إنهاء النزاع السوري بمثابة التحدي الثاني ب 68%. ويبقى الأردنيون الأقرب الى رأي المغاربة في اختيار التحديات مقارنة مع باقي الدول العربية، فقد اختار الأردنيون الملف الفلسطيني ب 71%، كما اختاروا الملف السوري ب63%،
العلاقات المغربية-الأمريكية
وفي تقييم للعلاقات الثنائية على مستوى أهميتها، يرى 80% من المغاربة أن علاقات المغرب مع الولايات المتحدة يحب أن تكون إيجابية وذات أهمية بينما يخالف هذا الرأي 20%. وهذه النسبة متقاربة مع كل الدول الأخرى، حيث يتقدم على المغاربة فقط المصريين بنسبة 83%.
وحول إدارة باراك أوباما في الحفاظ على فعالية العلاقات المغربية-الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما، يرى 19% من المغاربة أنها كانت فعالة بينما يرى 35% أنها حاولت أن تشهد تطورا ولم توفق في هذا، بينما يرى 35% أنها لم توفق نهائيا. وبهذا تكون رؤية المغاربة سلبية ب70% لهذه العلاقات.
ودائما في العلاقات الثنائية، وحول تقييم عمل الرؤساء الأريعة الأخيرين في البيت الأبيض، يأتي بيل كلينتون على رأس أفضل الرؤساء الأمريكيين ب 43% متقدما ب 15 نقطة على باراك أوباما الذي حصل على 28%، وكلاهما من الحزب الديمقراطي، في حين احتل جورج بوش الأب المركز الثالث ب 15% متبوعا بابنه ب 1% بينما لم يجب 13%.
ورغم أنه مازال على قيد الحياة ويتمتع بصورة إيجابية في المنتظم الدولي، لم يدمج المعهد الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر، وقد يكون السبب هو أنه مرحلته تعود الى فترة متابعدة 1975-1980، وقد حدثت تطورات هامة بعد ومنها وصول جيل جديد من القادة والمواطنين في العالم العربي.
وحول درجة السلبية في العلاقات الثنائية إبان الرؤساء الأربعة، 1% يعتبرون أنها كانت سلبية في عهد بيل كلينتون و6% في عهد جورج بوش الأب، بينما 7% في عهد الرئيس الحالي أوباما و86% في عهد جورج بوش الإبن.
ومقارنة الولايات المتحدة بالدول الأخرى الفاعلة في العلاقات الدولية، فقد احتلت المركز الأخير ب 22% لهم راي إيجابي مقابل 77% رأيا سلبيا، وتتفوق كل من روسيا (22% مقابل 77%) والصين (31% مقابل 68%) على الولايات المتحدة ولكن بنسبة طفيفة للغاية.
ويتفوق كل من رئيس حكومة تركيا رجب أردوغان (58%)، وملك السعودية عبد الله (54%) على باراك أوباما في سلم الشعبية بالنسبة للمغاربة، حيث حصل على 28%، ولكنه توفق على الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي حقق 19%.
العوامل التي تتحكم في رؤية المغاربة
ويأتي اختيار المغاربة لبيل كلينتون منطقيا للغاية بحكم العلاقات المتينة التي جمعته مع المغرب وحضوره جنازة الملك الراحل الحسن الثاني ومساعيه لحل نزاع الصحراء المغربية علاوة على زيارات زوجته هيلاري كلينتون للمغرب والخدمات الدبلوماسية التي قدمتها للمغرب.
ويرى المغاربة الرئيس جورج بوش الإبن من خلال القضايا العربية والإسلامية مثل أفغانستان والعراق وليس القضايا الثنائية المغربية-الأمريكية. رغم أنه الرئيس الأمريكي الذي رفع من مبيعات الأسلحة للمغرب ورفع من المساعدات المالية وخفف الضغط على المغرب في نزاع الصحراء عندما كان التوجه يسير في مجلس الأمن نحو فرض حل للنزاع.
وتشكل الرؤية للرئيس باراك أوباما الأقرب للواقع بحكم معايشة المغاربة لهذه العلاقات الثنائية. ونسبة 80% من المغاربة الذين يعتبرون العلاقات غير فعالة، رغم أن الاستطلاع أنجز بعد زيارة الملك محمد السادس للبيت الأبيض يعود أساسا الى موقف إدارته من نزاع الصحراء بعدما كان أن يفرض على المغرب في الأمم المتحدة تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.