خرج مئات الآلاف من البرازيليين في مختلف مدن البلاد محتجين على غلاء أسعار النقل العمومي وعلى الاستثمارات الباهظة في كأس العالم التي ستحتضنها البلاد السنة المقبلة. وتصف وسائل الاعلام البرازيلية أن حجم التظاهرات مشابه لتلك التي كانت تحدث ضد الدكتاتورية ما بين منتصف الستينات الى الثمانينات من العق الماضي. وحال محتجون اقتحام البرلمان البرازيلي. ولم يتردد وزير الرئاسة، جيلبيرتو كارفايو من الحديث عن تاثير الربيع العربي على المتظاهرين.
واندلعت الاحتجاجات في بادء الأمر في مدينة سا ساولو منذ أيام ضد ارتفاع أسعار النقل العمومي، ولكنها وصلت ذورتها أمس الاثنين عندما خرج مئات الآلاف في المدن الكبرى والصغرى للاحتجاج ضد سياسة الحكومة. وتحدثت مؤسسة غلوبو الإعلامية عن 250 ألف متظاهر في مجموع البلاد، بينما يتحدث المنظمون عن قرابة نصف مليون. وكتبت الجريدة الرقمية “الثانية الأخيرة” أن التظاهرات عمت تسع عواصم المقاطعات البرازيلية.
ومن ضمن اللحظات الحرجة في احتجاجات ليلية أمس، قيام مئات المحتجين في العاصمة برازيليا بمحاولة اقتحام مقر البرلمان، ونجح قرابة مائتي من الصعود الى سطح البرلما. وتدخلت قوات مكافحة الشغب بقوة لتفريق المتظاهرين وحماية هذه المؤسسة التشريعية. ومن ضمن العوامل الأخرى التي دفعت بالبرازيليين الى التظاهر هو الاحتجاج ضد العنف المفرط الذي تعرض له متظاهرون يوم الخميس الماضي في مدينة يرو دي جانيرو.
ولم يتردد وزير الرئاسة، جيلبيرتو كارفايو من الحديث عن تاثير الربيع العربي على المتظاهرين، في إشارته الى استعمال شبكات التواصل الاجتماعي ورفع شعارات مثل الربيع العربي. وبدورها، تتحدث الصحافة البرازيلية عن تأثير الربيع العربي على هذه التظاهرات.
ويتساءل المتظاهرون عن الفوارق الطبقية التي تعيشها البلاد وعدم نجاح النمو الاقتصادي في توفير شروط العيش الكريم لمختلف سكان البلاد. وتتخوف الحكومة من استمرار هذه التظاهرات على شاكلة ما يجري في دول أخرى. والمثير أن الصحافة البرازيلية تتحدث عن تظاهرات تشبه الربيع العربي وتشبه ما يجري في تركيا.
وتبرز الصحافة البرازيلية أن حكومة الرئيسة ديلما روسيف تفتقد للتجربة في مواجهة مثل هذه التظاهرات التي لم تشهدها البلاد في عهد الديمقراطية. وأصدرت الرئيسة بيانا ليلة امس، تتحدث فيه عن مشروعية التظاهرات السلمية وتعتبرها من مظاهر الديمقراطية.