طالبت الإكوادور من مسؤولين عسكريين أمريكيين مغادرة البلاد قبل يوم 30 أبريل الجاري، وبذلك يتراجع تواجد البنتاغون في منطقة أمريكا اللاتينية وخاصة الشطر الجنوبي. ويتزامن هذا مع مساعي دول المنطقة الى تشكيل تحالف عسكري.
ونقلت وكالة أشوساسيد برس الخبر أمس الجمعة، وأكده لاحقا البنتاغون وكذلك الناطق باسم السفارة الأمريكية في هذا البلد، جيفري وينشنكر الذي اعترف بأن حكومة الرئيس رافائيل كوريا قد طلب من واشنطن يوم 7 أبريل الجاري سحب المجموعة العسكرية التي تشرف على التعاون العسكري بين البلدين”.
وكانت الولايات المتحدة والإكوادور قد وقعتا في الماضي اتفاقية تعاون عسكري لمواجهة الإرهاب وتهريب المخدرات. ومنذ وصول رافائيل كوريا الى السلطة وهو يحاول وضع نهاية لهذا الاتفاق. وصرح خلال يناير الماضي “يوجد عسكريون أمريكيون ضمن إدارة المحلق العسكري للسفارة الأمريكية، وعدد كبير للغاية وغير مبرر، وقد تسربوا الى أجهزة الدولة وسنعمل على مغادرتهعم البلاد”. وعمليا، بدأت هذه المغادرة وستنتهي في نهاية الشهر الجاري. ويعتبر الرئيس رافائيل كوريا من رؤساء أمريكا اللاتينية الذين يتبنون مواقف مناهضة للتواجد الأمريكي، عسكريا واقتصاديا وسياسيا.
ورغم أن التواجد العسكري كان محدودا ويتعلق بخبراء، إلا أن مغادرتهم الإكوادور يحمل رمزية سياسية وعسكرية كبرى. وتبرز صحافة أمريكا اللاتينية اليوم مثل جريدة ناسيون الإكوادورية أن هذه المغادرة تشكل الغياب الكلي عن هذا البلد بعد أكثر من أربعة عقود من التواجد.
وبهذا يتقلصالتواجد العسكري للبنتاغون في منطقة أمريكا اللاتينية وأساسا أمريكا الجنوبية الى حده الأدنى بشكل لم يسبق له مثيل من قبل، وبقي هناك تواجد للبنتاغون فقط في كولومبيا بموجب اتفاقيات طويلة المدى وبسبب وجود رؤساء محافظين يرحبون بهذا التواجد.
ويتزامن طرد الضباط الأمريكيين في وقت تسعى فيه دول منطقة أمريكا الجنوبية الى تعزيز التعاون العسكري بينها على شاكلة حلف أطلسي خاص بالمنطقة والتقليل من التواجد العسكري الأجنبي في أفق نهايته.