تدرس قرية إسبانية بإقليم بورغوس شمال البلاد سبل تغيير الإسم الذي تحمله بسبب مايتضمنه من عداء اتجاه اليهود ، وتسمى القرية الإسبانية ” كاستريو ماتا خوديوس” وتعني “تل اقتل اليهود”. ويتزامن هذا الإجراء مع مواقف في ذات الاتجاه التي تقود إلى المصالحة مع تاريخ هذه الأقلية الدينية مثل السماح بتمكين اليهود السفارديم من الحصول على الجنسية الإسبانية مباشرة بعد ان جرى الاعتذار إليهم بشكل رسمي. لكن المبادرة سوف تفتح النقاش على مطالب للمسلمين بأن يتم التعامل معهم بذات الاعتبار التصحيحي ويتم التعامل مع أسماء وألقاب محرضة مثل “ماطا موروس” بنفس حس المراجعة .
وأعلن عمدة بلدة “كاستريو ماتا خوديوس” التي توجد بإقليم بورغوس شمال إسبانيا لورينسو رودريغيز أن بلدته التي يقيم بها 60 من السكان فقط، انه سوف ينظم استفتاء بين السكان لتغيير اسم البلدة وسحب لقب” ماتا خوديوس”، وتعويضها “بموتا خوديوس” أي بقعة اليهود”، حيث بالكاد يظهر تغيير على مستوى الصوت واللفظ بينما يحدث تغيير كبير على مستوى المعنى.
وقال عمدة البلدة الإسبانية إنه سوف يدعو السكان إلى اجتماع في 19 من الشهر الجاري، قبل إجراء الاستفتاء حيث سيتم عرض التاريخ على السكان وتصحيحه في أذهانهم قبل الإدلاء بأصواتهم. كما تعهد عمدة بلدة ” ماتا خوديوس باحترام نتيجة التصويت”.
وقد تبعث هذه المبادرة للبلدة الإسبانية مطالب في صفوف الاقلية المسلمة التي بدورها ستطالب باتخاذ اجراءات مماثلة في حقها ، من بينها التعامل مع اسماء مثل ” ماتا مورس” والتي تعني ” اقتل الموروس “التي تحيل تاريخيا على المسلمين في المخيال الشعبي الثقافي العام بإسبانيا وتستعمل حاليا وفي التاريخ المعاصر في إشارة إلى المغاربة بشكل اساس.
وتوجد بإسباينا اسماء وتقاليد مازالت تحبل بالعداء التاريخي لإسبانيا المسيحية اتجاه المسلمين واليهود الذين عاشوا بين ظهرانيها في حقب تاريخية سابقة ، يجري إحياؤها في مناسبات متعددة، مثل الاحتفال بطرد المسلمين من غرناطة وغيرها. وتلاقي هذه الاحتفالات انتقادت من هيئات حقوقية وثقافية وسياسية إسبانية حيث تدعو سلطات البلاد لوقف الاحتفال بمضامين تبث العداء والتباعد بين الاقليات.
وقررت إسبانيا مؤخرا في ظل مراجعة التعامل التاريخي والمصالحة مع الأقلية اليهودية، بادرت إلى تسهيل منح الجنسية لليهود السفارديم. وبناء على ذلك طالب أحفاد المورسكيين من سلطات مدريد التعامل معهم بالاعتبار ذاته وتمكينهم من الحقوق ذاتها.