يتراوح حضور المغرب في الحملة الانتخابية للرئاسيات بالجزائر ضمن خطاب انتجته السلطة ومؤسساتها المختلفة يتم فيها توظيفه كمصدر خارجي لاثارة اضطربات في البلاد وهو توظيف يتجه إلى تكريس سياق الأزمة القائمة بين البلدين الجارين. وبين توظيف يتطلع باحتشام إلى علاقة مطبعة بين البلدين الجارين وخصوصا ملف فتح الحدود حيث تعهد مرشحان للرئاسيات بفتح حدود بلادهم الجزائر مع المغرب وبناء علاقة ثقة جديدة في حال فوزهم بالانتخابات الرئاسية أو على الأقل يدعون إلى ذلك .
المغرب في خطاب مقرب من السلطة الجزائرية باعتباره مصدر محتمل للاضطرابات في البلاد
و يعكس إلى حد كبير الخطاب الذي تبنته السلطة الرسمية الجزائرية حول المغرب في سياق الانتخابات الرئاسية التي من المنتظر أن تجري في 17 أبريل الجاري، الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة القائمة بين البلدين. وسعى هذا النوع من الخطاب الذي انتهجته خلال الحملة وقبلها المؤسسات الرسمية الجزائرية الإعلامية والسياسية والامنية إلى توظيف المغرب للاستهلاك الداخلي و ضمن حالة تعامل السلطة الجزائرية مع التحديات الداخلية الكبرى، مثل الاحتجاجات والاضطرابات الناجمة عن غضب شعبي من ممارسات السلطة نفسها أو من خلال مواجهات طائفية كما هو الشأن في غرداية معقل مواجهات حادة بين إباضيين ومالكيين.
وفي هذا السياق تحدثت وسائل إعلام جزائرية عن تقرير أمني يتهم الرباط بالسعي في إثارة الفوضى و في خلق بلبلة بعدد من المدن الجزائرية. وواشار التقرير حسب إعلام جزائري دائما إلى ان 56 مغربيا جندتهم الرباط لإحداث اضطرابات بمدن جزائرية إبان الحملة الانتخابية.
انفتاح محتشم على المغرب في خطاب مرشحين للرئاسيات الجزائرية
تبنى مرشحون جزائريون للرئاسيات في بلادهم خطابا منفتحا باحتشام اتجاه المغرب، وتحدثوا عنه كبلد جار يتعين اتخاذ مبادرات ترسخ بعض التقارب معه . وتركزت المقترحات الانتخابية لهؤلاء المرشحين الجزائريين على مبدأ فتح حوار مع المغرب وكذلك على قضية الحدود المغلقة بين البلدين منذ 1994
وفي هذا السياق كان طالب المرشح الرئاسي عبد العزيز بلعيد عن جبهة المستقبل على ضرورة بناء الجبهة المغاربية في مواجهة الأطماع الخارجية، وطالب بفتح الحدود بين البلدين.
ونادى في حديث له بتلمسان في إطارحملته الانتخابية للرئاسيات نقلته صحيفة الحدث الجزائرية نقلته صحيفة “بضرورة فتح حوار بين الرباط والجزائر لتجاوز المشاكل القائمة بينهما، مشددا على ضرورة تجاوز التصور الذي يقول “بالعداوة بين الجارين الى الأبد”.
ومن جهتها تعهدت المترشحة لرئاسيات 17 أفريل الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، بفتح الحدود مع الجارة المغرب في حال انتخابها رئيسة للجزائر.
وقالت حنون، في تجمع شعبي لها بدار الثقافة بتلمسان نقلته صحيفة الشروق : “إذا انتخبتموني سأفتح الحدود مع المغرب لأن حصانتنا من حصانة جيراننا… والجزائر بحاجة إلى رفع الحواجز أكثر من أي وقت مضى مع الجارة المغرب، حتى تتمكن من إبطال مفعول القنابل الموقوتة التي تستهدف البلدان العربية…”
ويبنى هذا الخطاب لهؤلاء المرشحين المتنافسين مع بوتفليقة موقفا لدى طبقة سياسية جزائرية تدعو إلى التقارب مع الرباط وإن كانت دعوتهم تلك تظل في إطار محتشم ، ويعوزها الكثير من أجل احداث اختراق في صخرة الجليد الجاثمة على علاقة البلدين الجارين.