خص موقع فورين أفيرز المختص بالشؤون الخارجية الامريكية و الشؤون الدولية جامعة الدول العربية بتقرير شخص فيه وضع العجز الذي ينتاب هذه المؤسسة العربية وقصورها إقليميا عن تحقيق الأهداف التي انشئت من أجلها ، وتساءل التقرير في ثناياه عما إ ذا كان قد حانت نهاية جامعة الدول العربية، كما رأى أن مغادرة المؤسسة العربية لحالة العجز التي يتخبط فيها قد يبدأ من أخذ درس من الاتحاد الإفريقي الذي بات لاعبا أساسيا في السياسة الإفريقية المعاصرة.
جامعة الدول العربية جسد تنخره الخلافات الحادة بين اعضائه
وتوقف التقرير الذي اعده ميكائيل برونين عند القمة الأخيرة لجامعة الدول العربية التي احتضنتها الكويت ( مارس 2014) التي تزامنت مع نسختها 25، واستعرض الخلافات الكبرى التي تنخر جسد هذه المؤسسة العربية من ابرزها ” النقاسم بين دول أيدت تحولا ت الربيع العربي وتحرض على الانتفاضات وبين المدافعين عن الوضع التقليدي مثل العربية السعودية”.
وتحدث أيضا عن الخلاف الذي يمزق صف الدول الأعضاء في هذه الجامعة بسبب ملف الاخوان المسلمين والذي تتفرق عنده سبل دول مثل السعودية ومصر اللتين صنفتا التنظيم مؤخرا باعتباره تنظيما إرهابيا من جهة مقابل قطر التي تعتبر الراعي الإقليمي للجماعة ومصدر دعم لهامن جهة اخرى ، إضافة إلى دول توجد فيها قوى سياسية مقربة من التنظيم بالسلطة كما هو الشأن في تونس والمغرب وغزة. كما يزيد من تمزق وحدة دول جامعة الدول العربية تباين المواقف بين الدول الأعضاء حول إيران.
الجامعة العربية عجز دوري ومزمن
ويرى تقرير فورين أفيرز “انه على الرغم من أن منظمي القمة 25 بالكويت تحدثوا عن قمة ناجحة وعن نتائج ملموسة، غير أن خطابهم لا يمكن في الحقيقة إلا أن يخفي حقيقة أن الاجتماع لم يكن سوى تذكير جديد بالعجز المزمن والدوري” الذي يلاحق هذه المؤسسة على مدى 70سنة من تاريخ تأسيسها. ويذكر ايضا أن التوقعات بشان نتائج ومواقف قمم جامعة الدو ل العربية كانت دائما دون مستوى التطلعات.
الربيع العربي نفخ روحا في الجامعة لكنه سرعان ما خمد
وتبرز فورين أفيرز أن بعض الحياة كان عاد ليدب في جامعة الدول العربية مع العام 2011 بتزامن مع الاحتجاجات والتحولات التي شهدتها دول عربية. وتحدثت عن أن بعض المواقف مثل اتخاذ قرار فرض حضر جوي على ليبيا وتعليق عضوية هذا اللبد المغاربي بسبب المواجهات بين نظام القذافي والليبيين المطالبين بالتغيير . وايضا مثل دعوة الرئيس بشار الأسد إلى الاستقالة ثم تعليق عضوية سوريا ،وتوسط الجامعة في اتفاقيات السلام مع نظام الاسد وإرسال مراقبين إلى هذا البلد العربي، بثت “حياة جديدة في هذه المؤسسة العربية بعد سبات طويل”،وإن كانت ايضا عادت لتحصد الفشل بعد عجزها عن تحقيق وقف لإطلاق النار في سوريا.
معظم القمم العربية لم تقد إلا إلى العمل غير الموحد.
واحصت فورين أفيرز عدد الوساطات التي قامت بها جامعة الدول العربية، واشارت استنادا إلى خبير في العلوم السياسية بالجامعة الامريكية بالقاهرة ماركو بنفاري في دراسة انجزها في العام 2009 إلى ان هذه المؤسسة العربية قامت بواسطة في 12 نزاعات إقليمية طفيفة من أصل 20، وشاركت فقط في 7 من 36 من الحروب بين الدول الكبرى في المنطقة، وتدخلت أيضا في خمس فقط من بين 22 من الحروب الاهلية و الكبرى. وفشلت خصوصا في رد موحد خلال العام 1990 ضد الاحتلال العراقي للكويت وحرب الخليج وحر ب العراق 2003 . وتخلص فورين أفيرز عموما إلى أن “معظم القمم العربية لم تقد إلا إلى العمل غير الموحد”.
على جامعة الدول العربية أن تتحول إلى مكان لصنع قرارات حقيقية وان تقتدي بالاتحاد الإفريقي الذي أصبح لاعبا رئيسا في السياسة الإفريقية المعاصرة
ويرى الموقع المختص في الشؤون الخارجية أن الجامعة العربية يتعين عليها لتقوم بدو ر بناء السياسة الإقليمية أن “تتحول من مجرد منتدى غير فعال للنقاش إلى مكان لصنع قرارات حقيقة”.
وينصح فورين أفيرز جامعة الدول العربية لنفض غبار العجز عنها أن تقتدي بالاتحاد الإفريقي الذي قالت عنه إنه بات “لاعبا رئيسيا في السياسة الإفريقية المعاصرة”. فيقول الموقع في هذا الشأن ” إن على جامعة الدول العربية ان تقتدي بالاتحاد الإفريقي “. ثم تضيف صحيح ان الاتحاد الإفريقي “له عيوبه إذ يعاني من التبيعة المانحة وتتنافس مع المنظمات دون الإقليمية مثل التكتل الاقتصادي لدول غرب إفريقيا والمجموعة الإنمائية للجنوب الإفريقي “، ثم إنه يوصف بكونه ناد للطغاة ” إلا نه مع ذلك ، توضح فورين بوليسي، تحول الاتحاد غلى لاعب رئيس في السياسة الإفريقية المعاصرة.
ويسرد الموقع الأمريكي إنجازات الاتحاد الإفريقي منها إنشاء مجلس السلم والأمن المكون من 15 عضوا ل”منع وإدارة وتسوية النزاعات” في المنطقة ، ومنحت القدرة على تمرير قرارات ملزمة للدول الاعضاء ” في ظروف خطيرة جدا ألا وهي جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. ويضيف:” لقد لعب الاتحد الإفريقي دورا نشيطا في بوروندي وكوت ديفوار ودرافور وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال ومرخؤا في مالي حيث أيد الاتحاد الإفريقي الدعم الدولي في مالي وساعد في تنظيم الانتخابات الرئاسية “.