شاركت الناشطة الحقوقية أميناتو حيدر الموالية لتقرير المصير في نزاع الصحراء في ندوة في الكونغرس الأمريكي من تنظيم “دفونس فوروم فوندايشن”، حيث طالبت واشنطن والأمم المتحدة بضرورة تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. ونجحت أميناتو حيدر في إحضار النزاع في الاعلام الأنجلوسكسوني.
ونشرت وكالة إيفي الإسبانية عرضا مفصلا عن تدخل أميناتو حيدر في الندوة التي جرت أمس الاثنين وحضرها عدد من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب خاصة بعض أعضاء لجنة الخارجية، واستغلت أميناتو حيدر الندوة لسرد ما تعتبره خروقات حقوق الإنسان في الصحراء المغربية وتنهي مرافعتها بضرورة تقديم واشنطن مقترحات لحماية حقوق الإنسان في الصحراء كما فعلت السنة الماضية، وهو المقترح الذي لم يكتب له النجاح السنة الماضية بسبب تحفز فرنسا واسبانيا.
وهذه هي المرة الثانية التي تحضر فيها أميناتو حيدر الى الكونغرس الأمريكي في ظل جمود مغربي في الساحة الأمريكية باستثناء بعض مبادرات السفير الأمريكي السابق في الرباط إدوارد غابرييل والتي كلفت 20 مليون دولار وتمثلت في بث أشرطة في يوتوب لم تتعدى مشاهدتها 50 شخصا خلال شهور وتصريحات للصحافة الرسمية المغربية.
وتتجلى الانعكاسات السلبية لنشاط أميناتو حيدر في الساحة الأمريكية على مصالح المغرب أساسا في الحضور الإعلامي لنزاع الصحراء. وهكذا، فطيلة عقود من الزمن، فشل البوليساريو بدعم من الجزائر في استحضار الملف في وسائل الاعلام الأمريكية، ولكن تعتبر أميناتو حيدر المنعطف. وهذا المنعطف لم يبدأ انطلاقا من فوزها بجائزة روبرت كيندي سنة 2008 بل انطلاقا من الخطئ الفادح الذي ارتكبه المغرب سنة 2009 بمحاولة طردها من مطار العيون قادمة من جزر الكناري.
ومنذ دخول أميناتو حيدر في إضراب عن الطعام للرد على قرار طردها والضجة الدولية التي رافقت ذلك، بدأ نزاع الصحراء يحضر في الاعلام الأنجلوسكسوني وانفتحت عليه برلمانات مثل الولايات المتحدة من خلال تأسيس لجنة مؤيدة للبوليساريو ثم برلماني بريطانيا وأستراليا من خلال استحضار الملف في أسئلة حول الاستفتاء وتقرير المصير.
وتبرز محركات البحث في كبريات الصحف الأمريكية مثل نيويورك تايمز والواشنطن بوست ومجلات مثل ذي نايشن الحضور التدريجي لنزاع الصحراء، وغالبا ما يكون مقترنا بأميناتو حيدر أكثر بكثير من زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز، وفي صيغ لا تصب في مصالح المغرب.