تعيش العاصمة الإسبانية اليوم “ربيع الكرامة” بعدما قرر عشرات الآلاف من الإسبان التظاهر ضد سياسة التهميش والاقتطاعات الاجتماعية والفساد السياسي والمالي الذي تعيشه البلاد ورفض سياسة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي المفروضة على البلاد. وتتخوف الحكومة من انفلات الوضع الأمني، وتشهد العاصمة احتياطات أمنية ضخمة، وهناك اختمال باستمرار بعض الاعتصامات مفتوحة.
وتعيش اسبانيا ومنذ ثلاث سنوات على إيقاع احتجاجات متقطعة انطلقت مع الحركة الشهيرة 15 مايو سنة 2011 التي أعادت الى الشارع الإسباني وفق الكثير من المراقبين “روح الاحتجاج ” التي فقدها ابتداء من أواسط التسعينات. ويبقى المحرك الرئيسي لهذه الاحتجاجات هو الفساد المرتفع في البلاد وارتفاع البطالة بشكل غير مسبوق وسقوط اسبانيا في أزمة اقتصادية امتدت حتى الآن لأكثر من خمس سنوات وحكمت على قرابة ستة ملايين بالبطالة.
وتعتبر مسيرة وتظاهرات اليوم منعطفا، فقد اختار هيئات المجتمع المدني وبعض الأحزاب السياسية اليسارية غير المشاركة في البرلمان مسيرة وطنية في العاصمة وحدها. وتنقل جرائد رقمية دياريو وأنفو ليبري أن آلاف الإسبان قد بدأوا ومنذ أكثر من أسبوعين مسيرة المشي من مناطق مثل غاليسيا وفالنسيا ومورسيا والأندلس وقد وصلوا ما بين ليلة أمس وصباح اليوم الى العاصمة مدريد للتظاهر. خرج من منطقة غاليسيا وحدها أكثر من ألف شخص مشيا على الأقدام. وستصل ستة مسيرات الى العاصمة، حيث ستجتمع في الساعة الخامسة مساء أمام محطة القطار أتوتشا، ويرتقب المنظمون مشاركة مليون اسباني اليوم.
ويكتب أرثورو غونثالث في جريدة بوبليكو الرقمية “كلمة الكرامة هي التي ستكون حاضرة بقوة في العاصمة مدريد يوم السبت، يوم لقاء وتظاهرة واحتجاج الكرامة، سيكون يوم 22 مارس يوم تاريخ استعادة الشعب لكرامته”.
ويصر المتظاهرون على ضرورة تخلي حكومة مدريد عن السياسة المالية التقشفية التي فرضها عليها صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي وأفقرت الشعب الإسباني وفاقمت الأزمة التي تشهدها البلاد.
ومن ضمن ما يؤكد عليه المتظاهرون هو احتمال اعتصامات مفتوحة في بعض ساحات العاصمة مدريد، وهو ما يجعل الحكومة متخوفة من أعمال احتجاج لامتناهية في ربيع أشبه بما عاشته الدول العربية ولكن هذه المرة “ربيعا بنكهة اسبانيا”.